شرطة وحاخامات مزيفون يسرقون المواطنين والسياح في فرنسا

مخيلات رجال العصابات تنافس صناع السينما

TT

تعرض سائحان ألمانيان وزوجان فرنسيان كانوا يقودون سياراتهم على طرقات جنوب فرنسا للسرقة بعدما اعترضتهم دوريات مزيفة للشرطة وسلبتهم أموالا وحاجات ثمينة. وتأتي هذه الحوادث بعد سلسلة من عمليات السطو على متاجر الصاغة في ضواحي باريس، الأسبوع الماضي، نفذها لصوص تنكروا بزي حاخامات يهود.

حسب البلاغات المقدمة من السائحين الألمانيين فإن شرطيين من أصل أفريقي يستقلان سيارة من نوع «بيجو 206»، أوقفاهما على الطريق المؤدي إلى مدينة ديجون، شرق فرنسا، وتصرف اللصان المتنكران بثياب الشرطة بكل أدب، زاعمين أنهما يبحثان عن مهربي كوكايين، ومن ثم فتش اللصان اللذان كانا يرتديان الزي الرسمي لسلك الشرطة سيارة السائحين وجيوبهما ومحفظتيهما. وفي ما بعد انتبه السائحان إلى أنهما تعرضا لعملية نشل لنقودهما ولحاجات ثمينة كانت في صندوق السيارة.

واستوقفت الدورية المزيفة، في الليلة نفسها، زوجين فرنسيين كانا في طريقهما إلى إجازة بجنوب فرنسا. وقال الزوجان إنهما لم يشكا في هويتي الرجلين لأن سيارتهما كانت مزودة بمصباح إنذار أزرق دوار من النوع المستخدم في سيارات الشرطة. وبعد تفتيش ثياب الرجل وحقيبة زوجته مضى «الشرطيان» المزيفان ومعهما 3200 يورو كانت في الحقيبة.

وتثير العمليات التي يقوم بها لصوص متنكرون قلقا في أوساط الفرنسيين، ولا سيما بعدما أوقفت الشرطة 3 رجال يشتبه في أنهم سطوا على عدد من محلات الصاغة، جنوب باريس، بعد تنكرهم بزي رجال دين يهود. ويعمد أصحاب محلات بيع الذهب والأحجار الكريمة والساعات، بعد تزايد وتيرة السرقات في الآونة الأخيرة، إلى إقفال الباب ذي الزجاج المصفح لمحلاتهم، ولا يفتح البائع الباب في حال الشك بالزبون.

الحاخامات المزيفون عمدوا إلى سيناريو يقضي بأن يقرع أحدهم الجرس، وحالما يطمئن البائع لمظهره ويفتح له الباب يسارع شركاء للدخول إلى المحل وسلب البضاعة تحت تهديد السلاح أو باستخدام عبوات الغاز المسيل للدموع لشل مقاومة الصائغ. وعادة ما كان اللصوص يهربون على متن دراجات نارية. وعن طريق هذه الحيلة تمكنت العصابة من تنفيذ عدة عمليات في غضون يومين وسرقة حصيلة تزيد على 100 ألف يورو من الحلي الذهبية والنقود.

جدير بالذكر، هنا، أن موضة العام الماضي كانت تنكر اللصوص في زي سياح خليجيين والدخول إلى محلات المجوهرات الراقية في باريس، بحجة الشراء، ثم اقتناص ما خف وزنه وغلا ثمنه.