هولاند يعود من الإجازة بقطار مع المواطنين العاديين

هل يبالغ الرئيس الفرنسي في بساطته؟

هولاند من دون ربطة عنق في محطة القطار مع شريكته فاليري (أ.ف.ب)
TT

كم سيوفر الرئيس الفرنسي على خزينة الدولة في حال امتنع عن السفر في موكب رسمي مؤلف من سيارات رئاسية واستقل مع قرينته ورجال حمايته القطار، مثل بقية المواطنين؟ سؤال تطرحه وسائل الإعلام بمناسبة عودة فرانسوا هولاند وقرينته فاليري تريرفيلر، بالقطار، ليلة أول من أمس، من إجازة لمدة أسبوعين أمضياها في قلعة بريانسون، المقر الصيفي للرؤساء الفرنسيين.

السؤال ليس جديدا، بل سبق وأن طرح عندما قرر الرئيس، الذي كان في أول أيام ولايته، أن يسافر بالقطار لحضور قمة أوروبية في العاصمة البلجيكية، بروكسل، ثم يعود بالسيارة إلى باريس، بعد انتهاء الاجتماعات في ساعة متأخرة من الليل، دون أن يستخدم طائرة الرئاسة أو يضطر لانتظار قطار اليوم التالي. وترافقت تلك البادرة مع حملة إعلامية نفذها المسؤولون عن تلميع «صورة» الرئيس الجديد، حيث قيل، يومها، إن هولاند وفر على الخزينة 11 ألف يورو تقريبا، كما دشن نسقا مغايرا لذاك الذي اعتاد عليه سلفه، ساركوزي، الذي كان يقصد بروكسل مستخدما طائرتين له ولمرافقيه في رحلة لا تزيد على 300 كيلومتر.

ونشرت الصحف كلها، أمس، صور هولاند وهو ينزل من القطار في محطة «ليون» في باريس وقد لوحته الشمس، مرتديا بدلة من دون رابطة عنق، ليجد في استقباله زفة من المصورين الذين اختلطوا بالحركة الكثيفة للمسافرين في مثل هذا الموسم من السنة، بل تدافعوا معهم بالمناكب. وقد توقف الرئيس ليصافح عددا من المواطنين الذين فوجئوا برؤيته في المحطة، قبل أن يستقل سيارته وهو يقول للصحافيين: «إنه وقت العودة إلى العمل والفرنسيين يريدون حلا لمشكلاتهم». وكان الرئيس قد غادر إلى الإجازة بالقطار، أيضا.

ولا يخفي المسؤولون عن حماية الرئيس انزعاجهم من عادة التنقل بالقطار التي تستوجب إجراءات أمن استثنائية نظرا لاختلاطه المقرب من عموم المسافرين. كما أنها تفرض على الأجهزة الأمنية في الدول المجاورة التي يقصدها بالقطار القيام بترتيبات مماثلة. لكن هولاند وعد الفرنسيين بأنه سيكون «رئيسا طبيعيا» بلا بهرجة ولا صفارات إنذار ومواكب رسمية تقطع فيها الطرقات على عموم السائقين، الأمر الذي يعتبره كثيرون شكليا وينطوي على مبالغة في التزام البساطة. والسؤال هو: «كم ستدوم نزعة هولاند في أن يكون رئيسا طبيعيا؟»، أي متى ستضطره الظروف للتصرف مثل مواطن لم يعد عاديا لأنه أصبح رئيسا للجمهورية؟