كأنه مشهد بالغ مخرج سينمائي في رصده. إذ فوجئ طبيب وثلاثة ممرضين، بينما كانوا بصدد رفع مريض إلى سيارة إسعاف، بشخصين يقفزان إلى السيارة، وفي لمح البصر قادها أحدهما واختفيا وسط طرقات مدينة غراتس عاصمة إقليم شتيريا وثاني كبرى مدن النمسا.
وفي حين اضطر الطبيب ومساعدوه لمراعاة حالة المريض الذي كان يعاني من نوبة صرع في الطريق العام لحين وصول سيارة بديلة، كانت قوة من الشرطة تتابع مسيرة السيارة المسروقة عبر جهاز الرصد الموضعي الملاحي الـ«جي بي إس» الخاص الذي بموجبه يمكن تعقب تحركات سيارات الإسعاف كافة. وفي غضون ذلك، جرى حوار مكثف مع اللصين عبر جهاز الاتصال المباشر الذي يربط رئاسة الطوارئ بسياراتها، فغادر اللصان السيارة بعد وقت قصير وتركاها مهجورة على طريق جانبي.
ولكن كما لو كان المخرج لم يكتف بفجائية المشهد الأول، فإنه مضى مواصلا حبكته أبعد. إذ تحرّكت بعد وقت قصير السيارة المسروقة ذاتها بقيادة فريق طبي جديد لإنقاذ شخص قال بلاغ إنه مصاب بنزف حاد نتيجة جروح سببها شجار عائلي، وجرى نقل المصاب إلى المستشفى. وهناك تبيّن أنه أحد اللصين سارقي السيارة، وعلى الأثر اعتقل، في حين لا يزال البحث جاريا عن رفيقه. ولقد وجهت الشرطة للصين الموقوف والفار تهم السرقة وتعريض حياة مواطن للخطر وإعاقة موظفين عن أداء عملهم بالإضافة إلى القيادة بحالة السكر.