مطعم «إرشادي» في أستراليا.. يختار الزبائن ويحدد لهم الوجبات

يدفعون أموالا لتلقي محاضرات حول عاداتهم في الأكل

TT

تلقي يوكاكو إيشيكاوا باللوم على السلوكيات السيئة لزبائنها في الإغلاق المحتمل لمطعمها الذي يقدم الأغذية اليابانية الصحية في «سري هيلز» بمدينة سيدني الأسترالية.

وهي تقول: «من الممكن أن يستمر (مطعمي) وافو كعمل تجاري في حال واصلت أنا استقبال أشخاص يتسمون بالجشع والطيش، ولكني لا أستطيع ذلك». يعني الطيش بالنسبة لإيشيكاوا حضور زبائن دون أوعية لأخذ بقايا الطعام، أما الجشع فهو أن يطلب الزبون طعاما أكثر مما يمكنه أكله.

إن كتاب القواعد المتبعة في مطعم «وافو» أكبر من قائمة الطعام: امضغ بملء فاك على الأقل 30 مرة، وعندما يتم وضع طبق صلصة فول الصويا أمامك، يجب أن تتذكر أن صغيرا دون الخامسة يموت من الجوع كل ست ثواني.

ويرى البعض أن إيشيكاوا متحمسة للبيئة ولكن بصورة مزعجة، وما كان لها، بالدرجة الأولى، أن تكون صاحبة مطعم. لماذا يتعين على الزبائن الذين يدفعون أموالا تلقي عظات ومحاضرات حول عاداتهم في الأكل، وتقييدهم بقائمة وجبات بعينها حتى يصل الواحد منهم يوما ما إلى درجة يصبح معها جديرا بأن يطلب ما يشتهي من وجبات لنفسه؟ وأي نوع من المطاعم هذا الذي يطلب من زبائنه تحاشي صلصة فول الصويا؟

ولكن الإغلاق سيكون بمثابة صفعة قوية لهؤلاء الذين يأتون ليشاهدوا ما تصفه إيشيكاوا بأنه مطبخ «خال من الآثام» ويحتشدون كل ليلة أمام المطعم خشية اقتراب النهاية، وفقدان قائمة الوجبات الخالية من الجلوتين (مادة أساسها البروتينات الموجودة في دقيق القمح) والقمح والألبان والبيض، فهو مطبخ عضوي، ليس به سكر مكرر.

يقول روبرت الذي تعود الحضور إلى «وافو» مع شريكه كريس معظم الأيام منذ افتتاح المطعم قبل 6 سنوات: «لقد غيرت (إيشيكاوا) حياتنا.. أعتقد أنها رائدة، وإنه في غضون السنوات العشرين المقبلة سيكون هناك المزيد من هذه النوعية من المطاعم.. سيكون هناك مطاعم لزبائن بعينهم، يسمح لهم هم فقط بدخولها». إن هذا صحيح بالفعل، حيث إن «وافو» يعد بشكل غير رسمي مطعما لأعضائه فقط، وإيشيكاوا هي الحكم الذي يحدد من يسمح له بالدخول.

على المرء الالتزام بالقوانين إذن، وإلا فهذا المطعم ليس مكانه. وإذا طلب إليه الرحيل، فلن يعود أبدا. وتريد إيشيكاوا، 45 عاما، تغيير العالم بوجبة ولو لمرة واحدة، وهي تقول إن «وافو» يماثل على نحو ما بيوت الطعام الصغيرة في اليابان أيام شبابها، حيث لم تكن هناك قائمة طعام، بل يأكل الناس معا كعائلة واحدة، ثم يحملون بقايا الطعام معهم إلى منازلهم، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

وتقول: «إن رؤية أكشاك بيع الأطعمة الجاهزة السريعة في الشارع يوميا أمر شاق ومحبط».

واعترفت إيشيكاوا بأن السعي لتغيير العالم عمل شاق وأحيانا يستغرق المرء تماما.

وتضيف: «لا أستطيع أن أتخلى عن فلسفتي.. ربما لا يريد الناس تغيير عادات الأكل لديهم، ولكن يتعين علينا أن نفعل ذلك.. إذا تمتع الجميع بتعليم جيد، لن يكون هناك حاجة لمطعم وافو».

ويعارض مغترب ياباني الفكرة بقوله: إن تناول الطعام خارج المنزل يختلف عن تناوله بالبيت، مشيرا إلى أن فلسفة «الزبون هو الملك» تغزو مجالات إنتاج الغذاء وتقديمه في أنحاء العالم.

ولكن روبرت له رأي آخر، حيث يقول: «أعتقد أن هناك كثيرا من الناس يريدون أن يأكلوا طعاما خاليا من الجلوتين، ثم يعودون لبيوتهم وهم يشعرون بالسعادة والارتياح».