افتتاح أول مدرسة متعددة الأديان في ألمانيا

تلاميذ من أبناء المسلمين والمسيحيين واليهود يتعلمون الدين فيها

TT

بعد إقرار تدريس الدين الإسلامي في مدارس العديد من الولايات الألمانية، باعتباره مادة أساسية يجري تدريسها لأبناء المسلمين، من قبل معلمين متخصصين، وحسب مناهج موحدة، حقق مبدأ التسامح الديني نجاحا جديدا على صعيد افتتاح أول مدرسة ثلاثية الأديان لأبناء الجاليات من الأديان السماوية الثلاثة.

وجرى افتتاح أول مدرسة من نوعها في ألمانيا يوم أمس الأربعاء، بتلاوة آيات من القرآن الكريم ومن التوراة والإنجيل، أداها ممثلون عن الديانات الثلاث في المدرسة. أدى بعدها المعلمون والضيوف والتلاميذ صلاتهم، كل حسب معتقداته وطقوسه، وفي توقيت يعكس روح التفاهم والتسامح بين الجميع. وحسب مصادر المدرسة التي افتتحت في مدينة أوسنابروك، في ولاية سكسونيا السفلى، فإن صفوفها استقبلت 22 تلميذا صغيرا، من المسلمين واليهود والمسيحيين، من الطائفتين الكاثوليكية والبروتستانتية.

وفي كلمة الافتتاح، أعلنت المدرسة من طرفها، باسم الهيئة التعليمية، وبعد تزايد مظاهر العنف بين ممثلي الديانات، أن التلاميذ الذين يمدون أيديهم للآخرين في هذه المدرسة لن يوجهوا هذه الأيدي بالعنف إلى ممثلي الديانات الأخرى. وجاء في كلمة أهالي الأطفال أن توسيع التفاهم، ومد عرى التسامح بين الناس، يتمتع بأهمية خاصة في مجتمع متعدد الأديان.

وتم استعراض علم المدرسة الخاص الذي سيكون شعارها، وهو عمل فني يجمع بين الهلال بالأحمر والصليب بالأصفر البرتقالي والشمعدان السداسي اليهودي بالأزرق الفاتح. وتتمتع أسقفية أوسنابروك بوضع صاحب الامتياز، يشاركهم ممثلو المسلمين واليهود، وممثل الطائفة الكاثوليكية، كشركاء. مع ملاحظة أن الكنيسة البروتستانتية انتقدت المشروع ورفضت التوقيع عليه لاعتقادها أن التسامح يجب أن يشمل كل المدارس. كما ستقود المدرسة لجنة مشتركة من ممثلي الأديان والهيئة التدريسية وبعض أعضاء الشرف.

وفي أيام الدراسة الاعتيادية سيكون بوسع التلاميذ ممارسة دينهم بحرية، كل حسب تعاليم دينه، كما سيجري احترام الأعياد الدينية الخاصة بكل طرف. وطبيعي سيتم تدرس مادة الدين، الخاصة بكل دين، في صفوف منفصلة، إلا أن كل تلميذ سيطلع بما يكفي على تعاليم الدين الآخر.

وستراعي المدرسة تعاليم الأديان الخاصة بالطعام، ولذلك سيكون هناك طباخ يقدم الطعام في صحون مختلفة، وبلحوم مختلفة، كما سيراعى شهر رمضان المبارك، حيث ستلغى الرحلات المدرسية، وتجري مراعاة التلاميذ المسلمين في الدراسة والعطل والأعياد.

وتعرض المشروع أيضا إلى نقد الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي قال بوجوب تعليم التلاميذ التسامح في كل مدرسة.