جدل في ألمانيا حول إجازات السياقة للمسنين

بين مقترح فرض امتحان جديد أو الاكتفاء بالفحوص الطبية

سيدة في السادسة والثمانين وراء مقود سيارتها في مدينة كولون الألمانية
TT

داس ألماني مسن قبل أيام على دواسة البنزين بدلا من دواسة المكبح (الفرامل)، فاجتاحت السيارة الرصيف ودهست في طريقها 12 شخصا بينهم 3 أطفال من المارة.

أثار هذا الحادث المؤلم، الذي وقع في مدينة فوبرتال، بولاية الراين الشمالي- وستفاليا، بشمال غربي ألمانيا، الجدل في البلاد حول أهلية المسنين لقيادة السيارات. وطالب نواب حزب الخضر البيئي في البرلمان بإخضاع المسنين الذين تجاوزوا 74 سنة إلى امتحان سياقة سيارات مجددا. كذلك طالبوا بتحديد صلاحية إجازة السياقة في هذه السن، بدلا من تركها مفتوحة إلى حين وفاة الشخص. واصطفت الصحف والمجلات الكبيرة، خصوصا «دير شبيغل» و«دي فيلت» و«فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ» خلف المطالبين بهذا الإجراء.

جدير بالذكر أن المجتمع الألماني، كغيره من المجتمعات الأوروبية الغربية عموما، بات مجتمعا شائخا، وتزداد نسبة المسنين والمتقاعدين فيه عاما بعد عام. والواقع أن نسبة المسنين الذين تجاوزا الـ65 سنة، والذين يقودون سيارات، تبلغ 24 في المائة حاليا (1.7 مليون شخص)، لكن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من ثلث مجموع السكان خلال عقدين.

من ناحية ثانية، أفاد نادي السيارات الألماني (ADAC) بأن نسبة الحوادث التي يرتكبها المسنون ليست كبيرة مقارنة بنسبتهم في المجتمع. إذ يعتبر المسنون مسؤولين عن 14 في المائة من الحوادث الخطيرة فقط، بيد أن مسؤوليتهم في حوادث الطرق البسيطة، التي تلحق الأضرار بالممتلكات العامة والسيارات الأخرى، ترتفع باستمرار. وقد كانت الفئة العمرية بين 70 و75 سنة مسؤولة عن 65 في المائة من هذه الحوادث الصغيرة، وترتفع هذه النسبة إلى 76.3 في المائة بين السائقين الذين تتجاوز أعمارهم 75 سنة. وعموما ارتفعت مسؤولية المسنين عن الحوادث بين عامي 2001 و2011 بنسبة 32 في المائة.

نادي السيارات الألماني، رغم طرحه هذه الإحصائيات، لم يؤيد مقترح إخضاع المسنين لامتحان سواقة جديد، وفضل عليه إخضاع المسنين للفحص الطبي، لا سيما فحص النظر وردات الفعل.. إلخ. لكنه من المتوقع أن يؤيد وزير النقل الاتحادي بيتر رامساور المقترح، لأنه أخذ على عاتقه مسؤولية خفض حوادث الطرق في ألمانيا بنسبة 40 في المائة حتى عام 2020.