احتجاجات شعبية واسعة تجبر الحكومة الإسبانية على التراجع عن عقد رسم صورة لأحد المسؤولين

تبلغ قيمته 190 ألف يورو

TT

أدت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في إسبانيا إلى إلغاء عقد لرسم لوحة لأحد المسؤولين السياسيين السابقين بقيمة 190 ألف يورو على حساب الدولة.

والقصة أنه كان مقررا رسم لوحة للوزير السابق لوزارة الإسكان فرانشيسكو ألفاريز كاسكوس (بين عامي 2000 و2004)، بغية تعليقها مع صور الوزراء السابقين للوزارة. وحسب العادة المتبعة في إسبانيا عند انتهاء عمل الوزير، يحق له تكليف أحد الفنانين برسم صورته على حساب الدولة، وفي عام 2010 اختار الوزير السابق كاسكوس صديقه الفنان أنتونيو لوبيز لرسم صورته مقابل مائة وتسعين ألف يورو. غير أن أحد نواب البرلمان أثار القضية مؤخرا متسائلا حول ما إذا كان من المناسب رسم صورة لوزير سابق بهذا السعر المرتفع بينما تعاني البلاد من أزمة اقتصادية حادة، وجاء رد الحكومة بأن «السعر يتفق مع أهمية الفنان الذي اختير لرسم الصورة».

بعدها بدأت وسائل الإعلام تناقش تكلفة صور كبار المسؤولين عند انتهاء مهام عملهم، وأخذت تتساءل حول وجاهة مواصلة هذا التقليد في أوقات الأزمات الاقتصادية، كما هو الحال الآن. ومع احتدام الجدل اضطرت الحكومة إلى إلغاء عقد رسم اللوحة موضوع الاحتجاجات.

وأظهرت بعض الأرقام التي نشرت أثناء استعار الجدل أن الرئيس السابق للبرلمان الإسباني خوسيه بونو كلف الفنان برناردو تورينس برسم صورته لقاء 82 ألف يورو على حساب الدولة، ورسمت صورة لوزيرة الاقتصاد السابقة إيلينا سالغادو لقاء 45 ألف يورو، ورئيسة المجلس الدستوري ماريا إميليا كاساس بسعر 59.400 يورو. وفي المقابل، فإن مسؤولين آخرين سايروا هذا التقليد لكنهم لم يكلفوا خزينة الدولة كثيرا، مثل خوسيه مونتيا رئيس إقليم كتالونيا السابق، إذ تقاضى الفنان الذي رسم صورته 7710 يورو، وكذا آرتور مارس الذي خلفه في رئاسة الإقليم الذي لم تتكلف صورته غير 344 يورو فقط. بل إن من بين المسؤولين من تبرع برسم نفسه فلم يكلف خزينة الدولة شيئا، مثل وزيرة التربية والتعليم السابقة إيلينا دي الكاستيو، وخوان فرنانديز لوبيز آغيلار وزير العدل السابق.