شيف بريطاني يثير مشكلة للمستهلك الأميركي

دعوة قضائية بـ1.2 مليار دولار ترفعها شركة لحوم ضد قناة تلفزيونية

الشيف جيمي اوليفر
TT

السنوات القليلة التي سبقت الانتخابات البرلمانية البريطانية الأخيرة في عام 2010 زادت شعبية الشيف البريطاني الشهير جيمي أوليفر، ليس فقط بين جماهير الناخبين، وإنما أيضا بين السياسيين المنتمين للأحزاب الرئيسية. جميع هؤلاء كانوا يريدون إرضاء الطباخ الذي هاجم سياسات الحكومات المتعاقبة بخصوص برنامجها الطعامي في المدارس البريطانية. وقاد حملة ضد المأكولات غير الصحية التي تقدم للأطفال، والتي تسبب بمشكلات صحية والبدانة لهم.

الشيف أوليفر انتقل بآرائه هذه إلى الشاطئ الشرقي للأطلنطي. لكن مهاجمة الشركات الأميركية العملاقة المصنعة للأطعمة، وخصوصا الوجبات التي تدخل في تكوينها لحوم البقر المفرومة، ليس بالشيء السهل.

من هذه الشركات «بيف بروداكتس انكوربوريشن»، التي تتخذ من ولاية ساوث داكوتا مقرا لها وتنتج اللحوم المصنعة، مثل الأنواع المفرومة التي تستخدم في إعداد وجبات البرغر وغيرها من المأكولات التي تعتبر مشبعة بالدهون ومضرة وتسبب البدانة.

وقامت الشركة برفع دعوة قضائية على محطة «إيه بي سي»، التي استضافت الشيف جيمي أوليفر متهمتها بأنها «تنشر معلومات خاطئة وتشهيرية»، حول منتوجاتها بعد أن قال الشيف خلال برنامج على القناة بأن هذه المواد مصنعة ميكانيكيا، أي أنه يتم الحصول عليها من خلال تفتيت ما تبقى من لحوم على عظام الأبقار، ومن ثم تضاف مادة الأمونيا لها من أجل أن تصبح قابلة للاستهلاك.

وقالت الشركة إن هذا كلام خاطئ، ورفعت دعوة قضائية في الولاية تطالب بتعويض يصل إلى 1.2 مليار دولار. وقال إن هذه المعلومات قدمت خلال برنامج «ثورة أوليفر ضد الأطعمة». وبعد بث البرنامج ظهر عدد من البرامج في الإعلام الأميركي، خصوصا على قناة «إيه بي سي» تتناول نفس الموضوع، وبدأت مقاطعة هذا النوع من اللحوم. إلا أن الشركة «بيف بروداكتس انكوربوريشن» تقول إن جيمي أوليفر والقناة ضللا الجمهور من خلال إعطاء انطباعا بأن هذه اللحوم مضرة وغير قابلة للاستهلاك.

أدت حملات أوليفر إلى إدخال تغييرات على قائمة الطعام، الذي يقدم للطلبة في بعض الولايات الأميركية، خصوصا مدينة نيويورك، التي شكلت جزءا من حملة طموحة تقوم بها المدينة من أجل مكافحة بدانة الأطفال التي تعود إلى نحو عقد من الزمان. وتضمنت الحملة عدم تقديم المشروبات الغازية التي توجد في كل ماكينات البيع بكل المدارس، ومنع تقديم خضراوات معلبة، وتقديم خضراوات طازجة أو مجمدة بدلا منها، وكذلك منع تقديم كل الأغذية التي تحتوي على دهون غير مشبعة صناعية، وتقليل الصوديوم وزيادة الألياف ومنع تقديم كل أصناف الطعام المقلي بكثرة.