ربما يفكر وزير البيئة الألماني، ولأسباب قال عنها إنها «إنسانية»، في «عازف مزمار سحري» يقتاد الجرذان على موسيقاه إلى خارج المدن الألمانية كما في الحكاية الخيالية المعروفة.. هذا لأن الوزير أعلن عزمه على حظر بيع السموم المضادة للجرذان والاستعاضة عنها بفرق المطاردة والاصطياد.
وزير البيئة الألماني الجديد بيتر التماير، من الحزب الديمقراطي المسيحي، تحدث عن خطط لحظر بيع سموم الجرذان في المحلات والصيدليات بالتدريج، والاستعاضة عنها بفرق الصيد. وعبر الوزير عن قناعته بأن السموم المضادة للجرذان خطرة على الإنسان والحيوان والبيئة.
وأشار الوزير بأصبع الاتهام بـ«اللاإنسانية» إلى نوع محدد من السموم، يقتل الفئران مسببا لها نزيفا داخليا مستمرا، ويدخل حاليا في تركيبة 95 في المائة من السموم المضادة للقوارض. ويمكن للمركبات الكيماوية المستخدمة في السم أن تتسلل إلى الطبيعة، وإلى المياه الجوفية، وأن تتسرب إلى المحاصيل الزراعية التي يأكلها الإنسان.
خطط الوزير، الذي استوزر قبل شهرين فقط على البيئة، أثارت جدلا داخل حزبه الديمقراطي المسيحي، وخلافا مع الحزب الحليف في الحكم، أي الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي).. حيث انتقد لوتز كنوبيك، من الحزب الليبرالي، الوزير التماير، مؤكدا أن الفئران يمكن أن تنقل أمراضا خطيرة إلى الإنسان. وتحدث النائب الليبرالي عن مليون «حالة إنذار» بسبب الفئران كل سنة في ألمانيا، مضيفا أن الاعتماد على فرق مطاردة الجرذان سيرفع كلفة مكافحتها بنحو 300-500 مليون يورو سنويا.
الصحافة الألمانية ربطت بين مخاوف وزير البيئة من سم الفئران وبين أخبار الحكم بالإعدام على الصينية غو كويلاي، زوجة السياسي الصيني المخلوع بو زيلاي.. إذ استخدمت المرأة، حسب اعترافها، سم فئران يحتوي على «السيانيد» لقتل غريمها رجل الأعمال البريطاني نيل هيوود.