مدريد: «لم يكن الرجال وحدهم» معرض عن دور النساء في غزو القارة الأميركية

بعدما تجاهل المؤرخون دورهن

TT

اهتمت كتب التاريخ بإبراز دور الرجال في اكتشاف القارة الأميركية وفي غزوها، أما دور النساء فقد بقي هامشيا أو مجهولا. ومن أجل إبراز هذا الدور والتعريف به، ينظم حاليا في المتحف البحري بالعاصمة الإسبانية مدريد معرض «لم يكن الرجال وحدهم»، وذلك لإبراز دور المرأة في غزو القارة الأميركية، منذ عصر الملكة إيزابيلا الكاثوليكية.

احتوى المعرض على 97 قطعة، منها بدلات نسائية ومنسوجات ووثائق ومخطوطات ومنحوتات، وقطع معدنية وأحجار ثمينة، تمثل دور المرأة في غزوات إسبانيا لاحتلال القارة الأميركية. وقالت مسؤولة المعرض كارولينا أغوادو «كان لإسبانيا نشاط بحري كبير في القرن السادس عشر، وعبر نحو 250 ألف شخص إلى أميركا، منهم 54 ألفا أسماؤهم مسجلة رسميا في السجلات، ومن هؤلاء تبرز أسماء 10118 امرأة، وهن موزعات حسب مناطقهن. كذلك أظهرت السجلات أن 50 في المائة منهن من إقليم الأندلس (جنوب إسبانيا)، و33 في المائة من قشتالة (الوسط)، و16 في المائة من إكستريمادورا (الغرب)».

ومن أبرز ما يمكن مشاهدته في هذا المعرض، الخريطة التي رسمها خوان دي لا كوسا (1450 - 1510) وهو أحد البحارة الذين أسهموا في اكتشاف أميركا، وقام بعدة رحلات إلى هناك، ورسم خريطة للأراضي المكتشفة، وهي الخريطة التي قدمها إلى الملكة إيزابيلا، وتعد أول خريطة في العالم تظهر القارة الأميركية.

وبين الشخصيات النسائية اللاتي أسهمن في غزو القارة، بياتريث دي لا كويبا أول حاكمة لغواتيمالا (عام 1541)، وإينيس سواريث (1507 - 1580) التي شاركت في فتح تشيلي وكانت أحد مؤسسي عاصمتها مدينة سانتياغو، وماريا استرادو التي أسهمت في فتح المكسيك، وبياتريث بيرموديث دي بيلاسكو التي أسهمت في فتح مدينة تينوتشتيتلان، عاصمة المكسيك القديمة، وكان لها دور كبير في زرع الحماسة لدى الجيش الإسباني الذي تقهقر ثم عاد إلى القتال ليفتتح المدينة. وهناك أيضا لويسا إيزابيل باريتا التي وصلت إلى درجة أميرال، والراهبة كاتالينا دي أراوسو (1592 - 1650) التي تطوعت لتكون جندية في سلاح الفرسان وخوض حروب تشيلي وألبيرو، ومنثيا أورتيث التي أنشأت مؤسسة للنقل والتجارة، وماريا إسكوبار التي يعود الفضل إليها في نقل الحنطة من إسبانيا إلى أميركا.