الألماني يقف 50 ساعة سنويا في زحام السيارات

في علاقة ذات صلة بمستوى الازدهار الاقتصادي على مستوى أوروبا

زحام على أحد الطرقات السريعة في ألمانيا
TT

تفتخر ألمانيا بامتلاكها أفضل شبكة شوارع وطرقات سريعة في أوروبا، إلا أن المواطن في «بلد السيارات الأول» في أوروبا، إذ يرتفع عدد السيارات فيه إلى 43 مليونا، يعاني دوما من ساعات الزحام الطويلة التي يضطر لأن يمضيها داخل سيارته على هذه الطرقات.

حسب دراسة لنادي السيارات الألماني «إيه دي إيه سي» ADAC فإن الألماني يمضي كمعدل عام نحو 50 ساعة سنويا، أي أكثر من يومين من حياته كل سنة، أسيرا وسط الزحام على الطرقات. وطبيعي فإن ساعات الزحام تتركز قبل الدوام وبعد نهايته في الشركات والمؤسسات والمدارس.

والظاهر في «خريطة الزحام» الألمانية أن الزحام يتركز أساسا حول معظم المدن الكبيرة، باستثناء العاصمة برلين و«العاصمة المالية» فرانكفورت، التي خصصت الحكومة الألمانية المليارات في تحديث شبكات طرقاتهما ومواصلاتهما. وفي المقابل تقف شتوتغارت، حيث المركز الرئيسي لمجموعة «دايملر» مالكة شركة «مرسيدس بنز»، على رأس قائمة المدن التي يتأخر فيها المواطن في الزحام، فعلى طرقاتها يمضي المواطن 59 ساعة سنويا، تليها كولون بـ57 ساعة، ثم هامبورغ بـ55 ساعة، ثم دوسلدورف بـ51 ساعة، ثم كارلسروهه بـ44 ساعة، وبعدها زاربروكن بـ43، وبون بـ42، فميونيخ بـ41 ساعة.

توصل نادي السيارات الألماني إلى هذه النتائج بعد تركيب أجهزة صغيرة خاصة على ملايين السيارات، وقياس إيقاع حركتها في الشوارع والطرقات التي تعدت المليار كلم طوال أكثر من شهر. ولئن كان الوقت يوم السبت، مع موعد إغلاق المحلات في الساعة الثامنة مساء، هو أكثر أوقات الزحام إزعاجا لسائقي السيارات، فقد كانت الفترة بين الساعتين الرابعة والخامسة من بعد الظهر، في كل يوم الجمعة، من أقلها ازدحاما.

العلاقة واضحة، حسب رأي النادي، بالازدهار الاقتصادي، ففي حين تزداد ساعات الزحام في ألمانيا وفرنسا والسويد، تنخفض هذه الساعات في اليونان وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا. ولقد بلغ معدل وقوف السائق في زحام السيارات على مستوى الاتحاد الأوروبي 36 ساعة.

جاكلين غرونفالد، الناطقة باسم نادي السيارات الألماني، دعت إلى تقليل ساعات الزحام من خلال إدارة أفضل لساعات تصليح الطرقات، وتعزيز انتشار أجهزة الملاحة في السيارات، واعتماد نظام إنذار مبكر ضد «الانسدادات» الشارعية.