حظرت المفوضية الصحية في الاتحاد الأوروبي استخدام المواد الملينة للبلاستيك في صناعة ألعاب الأطفال، وفي صناعة قناني المشروبات الغازية، وفي صناعة الأغذية عموما، بعد أن زادت الشكوك حول تأثيرها في الأحماض الأمينية في خلايا جسم الإنسان.
هذه المواد المحظورة، وخصوصا المواد الملينة المحتوية على 2-إيثيل هيكسافاثالات (DEHP)، تسللت إلى أهم المواد الغذائية اليومية حسب تقرير لتلفزيون الشمال الألماني (ن د ر). وجاء في التقرير الذي تم بثه مساء أمس الاثنين، بعنوان «فحص المطبخ الكبير»، أن بعض أنواع الجبنة والزبدة والقشدة تحتوي على كميات من المواد الملينة تدعو إلى القلق.
وكان خبراء التغذية الصحية، بالتعاون مع تلفزيون الشمال، وبتكليف من دائرة البيئة الاتحادية، قد أخضعوا 19 مادة غذائية في السوق إلى فحوصاتهم، وتوصلوا إلى وجودDEHP في 9 منها. علما أن هناك عددا هائلا من الأغذية في السوق، وقد يحتاج الخبراء إلى سنوات كي يتمكنوا من فحصها كلها.
وبلغت نسبة المواد الملينة في أحد أنواع خلطات «البيستو» الإيطالية نحو 520 ميكروغراما في الكيلوغرام الواحد، وبلغت 240 ميكروغراما في أحد أنواع الزبدة، و80 ميكروغراما في أحد أنواع الجبنة، هذا إضافة إلى 180 ملغم في نوع من القشدة السائدة في السوق.
ماريكا كولوسيا، من دائرة البيئة الاتحادية، قالت بعدم وجود سبب للارتياح لكون هذه النسب لا تتخطى الحد الأعلى المرسوم من قبل الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن تناول هذه الأغذية بشكل مستمر، وتسللها إلى أجساد الأطفال الصغيرة، قد تكون له مضاعفات خطيرة.
بعض الشركات، التي شملها التقرير، عبرت عن قلقها من تسلل هذه المواد إلى الأغذية، ووعدت بالبحث عن الأسباب. شركات أخرى طالبت البرنامج بإعادة فحص المواد مجددا سعيا وراء الدقة.
جدير بالذكر أن الشكوك تساور العلماء حول دور لـDEHP في زيادة مخاطر الإصابة بالربو والسكري عند بعض الناس. وثبت من دراسات أخرى أنها أثرت سلبا على خصوبة ذكور الحيوانات المختبرية. وتحدثت دائرة البيئة الاتحادية عن دراسة علمية تقول إن المواد الملينة للبلاستيك أضرت نسبيا بقدرات الشباب الألمان (من سن 18 - 23 سنة) الذكورية.\