مهندس أميركي يتصوّر زراعة قطع الأثاث مستقبلا

بيوت مستقبلية تستنبت من الأشنات

أحد تصاميم المهنس يواكيم المستقبلية (د.ب.أ)
TT

يقول المثل الألماني إن «النقود لا تنمو على الأشجار» دلالة على ضرورة العمل بجد من أجل تحقيق الثروة، لكن هذا المثل قد يطويه النسيان مستقبلا، لأن المهندس المعماري الأميركي ميتشل يواكيم يتحدث عن إمكانية زراعة كل احتياجات الإنسان.

هكذا تبدو الحياة من وجهة نظر المهندس المتخصّص في «هندسة الانسجام البيئي»، والحالم بعالم بيئي حيوي يمكن لبيوته أن تعمل مثل النباتات تمتصّ ثاني أكسيد الكربون من الجو وتطلق الأكسجين من خلال عملية النتح. وعبّر يواكيم عن تصوّراته هذه في مؤتمر حول مستقبل الحياة في المدن الكبيرة عقد في العاصمة البريطانية لندن برعاية مؤسسة «بوردا».

هكذا إذن، نزرع الأشنات (أو الطحالب الصفراء) كي نحصد كراسي، ونزرع الفطر كي نجني مناضد، ونستنبت جدران البيوت من البطاطس. ويبدو الحل، من وجهة نظر ميتشل يواكيم، سهلا لأنه يخطّط لاستنبات الأشنات والفطر وغيرها داخل قوالب جاهزة بشكل بيت أو منضدة أو سرير، ومن ثم العيش فيها بمثابة قطع أثاث تنبض بالحياة. ويمكن بالطبع تقوية هذه «المزروعات» من خلال استنباتها مع مواد أخرى قوية السيقان تمنح قطع الأثاث قوة كافية.

يواكيم لا يعتقد أن ذلك سيتحقق في المستقبل القريب، لكنه ينصح مالكي المنازل اليوم بالاحتفاظ بشبابيكهم وأبوابهم بانتظار ذلك اليوم. ذلك لأن المهندس، وهو من نيويورك، يرى أن من الممكن تحقيق خطوات هامة على طريق زراعة المساكن النباتية بين 40 و50 سنة من الآن.

من جهة ثانية، قالت البروفسور ساسكيا ساسن، من جامعة كولومبيا في نيويورك، وهي مهندسة متخصصة بمستقبل الحياة في المدن الكبيرة، وكيفية حل مشاكل السكن والماء والنقل فيها في ظل تفاقم هجرة البشر من الريف إلى المدينة، معلّقة: «إن ما تبنيه الهندسة المعمارية اليوم من عجائب وغرائب الأبنية، هو مؤشر بحد ذاته على هذا المستقبل». وبرأي البروفسور ساسن فإن «البشر في هندستهم المعمارية، حاولوا دائما تجنب البيئة، في شق الطرق مثلا، لكن الأوان قد آن اليوم لنبدأ العمل مع البيئة لا أن نتجنبها».