إحدى جزر البليار الإسبانية تعلن رسميا أن كريستوفر كولمبس ابنها

جزيرة إيبيثا مصرة على تأكيد نسبته إليها مهما كلفها الأمر

إيبيثا.. هل هي حقاً موطن كولمبس؟
TT

أعلنت بلدية جزيرة إيبيثا (إيبيزا)، إحدى جزر البليار التابعة لإسبانيا في غرب البحر الأبيض المتوسط، يوم أول من أمس (الخميس)، رسميا أن كريستوفر كولمبس (1451 - 1506) مكتشف القارة الأميركية «يجب أن يكون منها». وتابعت السلطات المحلية في إيبيثا – وأصل اسمها باللغة العربية «اليابسة» –أنها ستسعى بكل الطرق لإثبات هذه النظرية، وستشجع البحوث التي تدل على ذلك، «سواء حصلت على تمويل حكومي أو لم تحصل». ولقد اتخذت البلدية القرار بإجماع الأعضاء من مختلف الأحزاب.

يذكر أن النائب أنتونيو بيالونغا، من حزب الاختيار الجديد قد تقدم بهذا الاقتراح إلى البلدية، فما كان من جميع أعضاء البلدية من الحزبين الشعبي اليميني والاشتراكي اليساري، إلا أن أيدوه بقوة. وحسب بيالونغا فإن «دلائل هذه النظرية مؤكدة تماما»، مستندا في ذلك إلى نظرية الباحث نيتو بيرديرا، الذي يعتقد بأن كولمبس ولد في الجزيرة أو كان على علاقة معها منذ صغره، كما كان لكولمبس أملاك في الشارع اليهودي ببرشلونة. ومن آراء الباحث بيرديرا أيضا أن الرحالة والمستكشف الشهير استعمل في مخطوطاته علامات تستعمل في مقاطعة آراغون، وبالتحديد في إيبيثا.

هذا، وكان بيرديرا قد بذل جهودا كبيرة لتشجيع البحوث التي تثبت أن كولمبس من إيبيثا، في محاولة منه لمجابهة الآراء التي تقول بأن أصله يعود إلى إيطاليا – وبالذات من مدينة جنوى –. وذهب بيرديرا إلى حد القول أن بعض الجهات أو المناطق «صرفت أموالا طائلة لإثبات أن أصل كولمبس منها بتقديمها أدلة واهية».

بين أبرز من يؤيد نظرية بيالونغا، الدكتورة استيلا إريثاري، الأستاذة في جامعة جورج تاون الأميركية، التي أكدت صحة هذه النظرية، وتوصلت إلى أن لغة كولمبس، من خلال المخطوطات التي درستها، كانت تجمع بين اللغة القطالونية (الكاتالونية) ولغة اللادينو أي لغة اليهود الإسبان.

يشار إلى أن ثمة خلاف حول مكان ولادة كولمبس وأصله، ولكن أكثر النظريات تقول بأنه إيطالي، وأنه طلب من عدة دول أوروبية تمويل حملته البحرية للقهر المحيط الأطلسي بهدف الوصول إلى الهند، لكسر الهيمنة العربية الإسلامية، لكن طلبه جوبه بالرفض، حتى استطاع إقناع الملكة إيزابيلا الكاثوليكية ملكة إسبانيا بمساعدته. وبالفعل استطاع الوصل إلى أميركا (من دون أن يعرف أنها قارة جديدة) عام 1492، وهو نفس عام سقوط مملكة غرناطة العربية.