ألمانيا: الموسيقى الكلاسيكية علاج للآلام

في تجربة علمية مثيرة

TT

استخدمت الموسيقى، وخصوصا الكلاسيكية منها، بنجاح في معالجة الكثير من الحالات المرضية الممتدة بين الأمراض العصبية وحالات التوتر والإجهاد الناجمين عن العمل، إلا أن تجربة ألمانية جديدة تتحدث الآن عن الاستعاضة عن الأدوية المسكنة للآلام بالموسيقى.

مصح باد فوسنغ، في صعيد ولاية بافاريا، بجنوب ألمانيا، استخدم جرعات الموسيقى بدلا من جرعات الأدوية القاتلة للألم. وحسب تقرير المصح فإن الموسيقى، الكلاسيكية منها على وجه الخصوص، نجحت في تقليل آلام مرضى يعانون من آلام مزمنة، يرافق بعضها هؤلاء المرضى منذ عقود.

أجريت التجربة على 90 مريضا يعانون من آلام مزمنة، ويتعاطون الأدوية القاتلة للألم من دون انقطاع، وجرى تقسيمهم على مجموعتين، نالت المجموعة الأولى (50 مريضا) جرعات الأدوية المعتادة إضافة إلى جلسات الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية، في حين نالت المجموعة الثانية (40 مريضا) العقاقير المسكنة المعتادة فقط.

وكانت النتيجة أن حاجة أفراد المجموعة الأولى للأدوية انخفضت بالتدريج لتبلغ بعد شهرين نصف ما يحتاجه أفراد المجموعة الثانية، وأمكن التوصل إلى هذه النتائج الإيجابية من خلال جلستي استماع إلى الموسيقى يوميا، لا يزيد أمد كل منها عن 30 دقيقة فقط. وجرى تقسيم الجلستين بحيث تخصص واحدة في الصباح للاستماع مع التمارين الرياضية الصباحية، في حين خصصت الثانية للاسترخاء مساء.

الموسيقى، حسب تصريح الباحث مارسيل ديتريش، من مصح باد فوسنغ، ألفت خصيصا لإجراء التجربة. واحتوت القطع الموسيقية على معزوفات كلاسيكية لمشاهير المؤلفين الموسيقيين، تخللتها نغمات خفيضة ورخيمة، وأصوات نسائية «سوبرانية»، مع أصوات طبيعية، مثل خرير الماء، في الخلفية.

ديتريش عبر عن قناعته بأن تأثير الموسيقى المخفف للآلام لا يعتمد على الحالة النفسية للمريض، لأن التفاوت بين النغمات العالية والخفيضة يزيد فرز الهرمونات المضادة للآلام في جسم الإنسان.