تصفية «التركات الرقمية» مشكلة تؤرق الورثة بعد وفاة المستخدم

«فيس بوك» يمكنه محو الصفحة بمجرد الحصول على وثائق تثبت وفاة الشخص

TT

مع اتساع نطاق استخدام أجهزة الكومبيوتر والإنترنت، تزايدت أعداد كبار السن الذين بدأوا يكتشفون ملامح هذا العالم.

وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي يبديه كبار السن في العادة فيما يتعلق بتدبير مصير ممتلكاتهم العينية والعقارية بعد وفاتهم، فإنهم نادرا ما يلتفتون إلى مصير وجودهم الرقمي على شبكة الإنترنت بعد أن يفارقوا الحياة.

ويترتب على ذلك أنه بعد وفاة الشخص المسن، يتعين على أقاربه ليس فقط توزيع ميراثه فيما بينهم بل أيضا تعقب أثر أرقام الدخول السرية الخاصة به والتعرف على أرصدته الإلكترونية ونوعية الخدمات التي كان يشارك فيها عبر الشبكة الدولية.

ومن بين الوسائل التي يمكن اتباعها لتجنب هذه المشكلة هو أن يترك كل شخص سجلا بتعاملاته الإلكترونية مع شخص موثوق به، حتى يمكن الرجوع إلى هذا السجل بعد الوفاة.

ويقوم موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي بمراجعة الحساب الشخصي للمستخدم بمجرد وصول وثائق تدل على وفاته، مثل شهادة وفاة. وتستطيع عائلة المتوفى الاختيار بين محو الصفحة أو الإبقاء عليها لتكون نوعا من أنواع الذكرى.

وذكر ستيفان كيوشل المتحدث باسم شركة «غوغل» العملاقة لخدمات الإنترنت أن الشركة تسمح فقط لأقارب المتوفى بالدخول على حسابه الشخصي، ولكن بعد مراجعة دقيقة وإجراءات مطولة. ولا بد من إرسال وثائق معينة، مثل شهادة وفاة مترجمة إلى مقر الشركة في الولايات المتحدة في حالة إذا ما كان الورثة يريدون شطب الحساب الشخصي للمتوفى.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن هناك شركات تتيح إمكانية تخزين أرقام الدخول المهمة والوثائق الإلكترونية الخاصة بالأشخاص، بحيث يمكن الرجوع إليها في حالة وفاتهم. ولكن مجموعة «بيتكوم» الألمانية المعنية بتكنولوجيا المعلومات تبدي تشككها بخصوص هذه النوعية من الخدمات.

وقال موريس تشاد المتحدث باسم مجموعة «بيتكوم»: «لا بد أن يفكر المستخدم طويلا قبل تسليم مجموعة من البيانات الحساسة الخاصة به إلى أي شركة من هذا النوع».

ويوافق هيلموت ريديكر، وهو محام متخصص في قضايا تكنولوجيا المعلومات، على هذا الرأي قائلا إنه لا يوجد ضمان بأن الشركة سوف تظل تعمل حتى تحين ساعة العميل.