سباق «ماراثون» لا ينتهي في الأسواق الألمانية.. بطلاته النساء

إحصائية طريفة عن هوس الاستهلاك

مواطن ألماني داخل قسم المأكولات في أحد المتاجر الكبرى بمدينة شتوتغارت
TT

لا يتفوق على «هوس الاستهلاك» وشراء المواد الغذائية في الأسواق اليوم سوى «إدمان الإنترنت» واللعب على ألعاب الكومبيوتر. إلا أن الاثنين تحولا إلى «مرضين» اجتماعيين يصيبان الملايين من البشر، ولا سيما في ألمانيا.

وإذا كان الهوس الأول يدفع الألمان إلى رمي ملايين الأطنان من الأغذية الزائدة في برميل القمامة سنويا، حسب تقدير المنظمات الدولية، فإن الهوس الثاني يلقي المال والوقت والأعصاب في «سلة النفايات» الافتراضية على سطح الكومبيوتر. الفرد الألماني يهدر مبلغ 3600 يورو سنويا على شراء الأغذية والمعلبات والفواكه، أي نحو 10 يوروات في اليوم تقريبا، ويرمي 20 في المائة منها في القمامة بعد انتهاء الحاجة إليها، لكنه يقطع مسافة طويلة تبلغ 45 كيلومترا في السنة في مختلف الأسواق بحثا عن السلع الغذائية اللازمة. وسباق جري «الماراثون» لا يزيد على 42 كلم، كما هو معروف، وهذا يعني أن المواطن الألماني يتغلب على عدائي سباقات «الماراثون» في بحثه عما يملأ به بطنه. أما معدل مجموع المواد الغذائية التي يجري شراؤها سنويا، فيشمل 10 آلاف سلعة مختلفة، بينها الخضار والفواكه والمعلبات والمحاصيل... إلخ. وحسب موقع «موبايل/ كوميرس/ سوبر ماركت/ الليونيد. كوم»، الذي نشر الدراسة التي شملت آلاف المواطنين، فإن الفرد الألماني يمضي 5 أيام من عمره كل سنة داخل الأسواق، منها يوم كامل بانتظار وصول دوره للدفع أمام الحاسبة. ويمضي المواطن يومين في السنة من عمره وهو في الطريق بين السوق والبيت، سواء كان يتنقل على الأقدام، أم بواسطة الدراجة الهوائية، أم بالسيارة، أم بوسائط النقل العامة. وهذا يعني أن المواطن الألماني يهدر7 أيام سنويا في إنجاز مهمة تسوق المواد الاستهلاكية، في حين أنه لا ينال أكثر من 3 أسابيع في السنة كإجازة، وهذا هدر كبير. عموما، فإن بطل «ماراثون» التسوق ليس الرجال، كما في بلاد الإغريق القديمة، بل النساء، وخصوصا غير المتزوجات منهن، ذلك أنهن يمضين وقتا أكبر في التسوق من أقرانهن من الجنس الخشن.