باريس تعود لاحتلال موقعها بين أكثر 5 مدن جاذبية في العالم

على الرغم من بعض نقاط الضعف

أنوار باريس في جادة الشانزليزيه.. قرب قوس النصر الشهير
TT

على الرغم من طقسها المتقلب والأزمة الاقتصادية التي تطبق عليها، عادت العاصمة الفرنسية باريس إلى احتلال موقعها كواحدة من أكثر المدن جاذبية في العالم، حسب التقييم السنوي لمؤسسة «برايسووترهاوس كوبر» للشؤون المالية والمحاسبية، الذي نشرت نتائجه أمس، وتضمن 27 مدينة.

باريس، التي كانت قد تراجعت إلى الموقع الثامن في قائمة العام الماضي، حققت قفزة ملحوظة إذ حلت هذا العام رابعة بعد نيويورك (الولايات المتحدة) ولندن (بريطانيا) وتورونتو (كندا).. كذلك صمدت العاصمة الفرنسية أمام فورة الدول الآسيوية ذات النمو الاقتصادي المدهش إذ حافظت على الموقع الثاني، اقتصاديا، بعد العاصمة الصينية بكين، متقدمة على «ضرتها» اللدود لندن ومنافستها على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.. نيويورك. ويعود الفضل في هذا الموقع إلى مئات الآلاف من فرص العمل في ميادين المال والخدمات المقدمة للمؤسسات، مما يجعل من باريس نقطة جذب رئيسية.

وكان بين عناصر التفوق لصالح باريس تطور «نوعية» الحياة فيها، إذ تجاوزت مدن سيدني (أستراليا) وهونغ كونغ (الصين) وسان فرانسيسكو (الولايات المتحدة). وفي حين قد لا يشعر الباريسيون بأنهم يتمتعون بأفضل شبكة مواصلات عامة في العالم، جاء افتتاح باقة من الفنادق الفخمة الجديدة ليثير اهتمام السياح الموسرين، فضلا عن أن مطار «شارل ديغول» محاط بباقة من الفنادق التي تيسر إقامة ممتعة للمسافرين العابرين. ولكن من ناحية أخرى، أقل إيجابية، وعلى الرغم من شهرة باريس كـ«عاصمة النور»، فإنها حلت وراء العاصمة السويدية استوكهولم ومدينة تورونتو الكندية في مجال الإشعاع الثقافي.

التقييم لاحظ 3 نقاط ضعف تعاني منها العاصمة الفرنسية، أولاها الصعوبات التي يواجهها المستثمرون والراغبون في دخول الميادين التجارية، فقد جاء في تقرير المؤسسة أن تأسيس شركة في لندن لا يستغرق أكثر من ساعتين بينما تتسم المعاملات الرسمية الفرنسية بكثير من التعقيد. ونقطة الضعف الثانية ارتفاع تكاليف الحياة ولا سيما أسعار العقارات، مع أن وكلاء العقارات الباريسيين لا يهضمون هذه الفكرة ويؤكدون أن ثمن المتر المربع المخصص للمكاتب في هونغ كونغ أغلى من باريس، إلا أنهم، في المقابل، يعترفون بنقطة الضعف الثالثة، وهي أن المستثمرين يحتاجون إلى ضمانات قانونية وضريبية أفضل مما هو متوفر حاليا.