صحافيو كردستان يتواجهون مع أمنها.. كرويا

كل فريق يتوعد الآخر بالهزيمة في مباراة اليوم بالسليمانية

عناصر الأمن الكردي (الأسايش) يندفعون نحو متظاهرين في السليمانية خلال مظاهرة العام الماضي
TT

واجها بعضهما البعض أمام المحاكم لمئات المرات. وتعلو رفوف محاكم كردستان عشرات القضايا التي عرضت عليها للفصل في اتهامات بعضهما ضد البعض بانتهاك القوانين. فالصحافيون يستنكرون غالبا التعامل غير القانوني للسلطات الأمنية معهم أثناء أداء واجباتهم المهنية، وما يتعرضون له من اعتداءات أثناء تغطيتهم للأحداث الساخنة، والقوات الأمنية تأخذ عليهم انتهاك الصحافيين للقوانين التي تحرم التحريض على العنف. ودخل العديد من الصحافيين السجون بسبب هذا التضارب في تفسير مواد القانون، وكل يغني على ليلاه.

لكن اليوم سيضع عناصر الأمن الكردي (الأسايش) أسلحتهم وهراواتهم وغازاتهم المسيلة للدموع جانبا فيما يركن الصحافيون أقلامهم ودفاترهم وكاميراتهم، ليخوضوا هذه المرة مواجهة في ميدان الرياضة.

فبمناسبة حلول الذكرى الـ228 لتأسيس مدينة السليمانية يواجه فريقا الصحافيين الكردستانيين والأسايش بعضهما البعض في مباراة ودية بكرة القدم على ملعب «نوروز» في مدينة السليمانية. وهذا حدث مهم بانتظار الحدث الأهم والأكبر، وهو إقامة مباراة بين فريقي برلمان كردستان وحكومة الإقليم، والمتوقع أن تجري في غضون هذا الشهر أيضا حسب المستشار الإعلامي لبرلمان كردستان الذي أكد أن «نوابا من جميع الكتل البرلمانية بما فيها كتل المعارضة تستعد لإجراء التدريبات لخوض تلك المباراة ضد فريق الحكومة الذي يضم وزراؤها بما فيهم وزير المالية الشيخ بايز طالباني الذي يزن أكثر من مائة كيلوغرام».

ويتوعد فريق الصحافيين بتسجيل خمسة أهداف في مرمى «الأسايش» فيما يسخر الأخير من ذلك، ويعلن أحد أعضائه أنهم سيخلون مرماهم من أي حارس، في إشارة إلى ضعف فريق الصحافيين والاستهانة به. وبإجراء مقارنة حول اللياقة البدنية بين الفريقين يرجح فوز فريق «الأسايش» لأنهم يتدربون صباح كل يوم في ساحة العرضات، على عكس الصحافيين الذين ينهضون متأخرين من النوم. لكن رحمن غريب منسق مركز الميترو للدفاع عن الحريات الصحافية يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: «سنسجل خمسة أهداف بمرمى الأسايش» وبدا غريب واثقا من الفوز وقال باللهجة العراقية: «سنلعب بهم طوبة!».

وفي اتصال مع الرائد طارق صالح نجم الدين من فريق الأسايش قال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المرة سنواجههم بروحنا الرياضية، لقد أرهقتنا السياسة، وحان الوقت لكي نتصالح على الأقل في ميدان الرياضة». وعندما نقلنا له تهديد رحمن غريب بتسجيل خمسة أهداف بمرماهم قال الرائد طارق: «نتحداهم بإخلاء مرمانا من أي حارس». وأضاف: «لقد طلبنا من أحمد ميرة (رئيس تحرير مجلة لفين المتشددة في انتقاداتها ضد السلطة) الذي سيكون أحد المهاجمين بأن يجلب معه عكازين لاحتمال إصابته أثناء المباراة».