إضراب «متمرد بيئي» يكلف السلطات الألمانية مليون يورو

شارك في عمليات الإنقاذ 500 شرطي ورجال إنقاذ وأطباء

TT

فرقت الشرطة الألمانية قبل أسبوع مظاهرة احتجاج بيئية ضد توسيع أعمال مفاعلات الطاقة التي تعمل على الفحم. وكان المتظاهرون قد احتلوا غابة هاماخر، بالقرب من كولون، وربطوا أنفسهم على الأشجار احتجاجا على قطع الأشجار.

تفرقت المظاهرة منذ أسبوع، لكن نجارا، أطلقت الصحافة عليه اسم «المتمرد البيئي»، لجأ إلى نفق في أرض الغابة عمقه أكثر من 6 أمتار وبقي هناك عالقا فترة ستة أيام. وكان يوناس زمرمان (27 سنة) يقاوم محاولات إنقاذه بقوة، وتردد رجال الإنقاذ في اقتحام «صومعته» خشية إقدامه على الانتحار.

نجحت أخيرا شركة متخصصة في الحفر في الوصول إلى الرجل في نفقه، من جهة أخرى، واقتاده رجال الإنقاذ إلى المستشفى وهو في حالة مزرية. وإذ رأى القاضي عدم وجود مبرر لإلقاء القبض على المتمرد البيئي، وأطلق سراحه صباح أول من أمس الأحد، فإن السلطات الاتحادية طالبته بدفع تكاليف إنزال عدة فرق إنقاذ، وفرق طبية، وفرق حفريات، أسهمت طوال 6 أيام في محاولات إنقاذه.

شارك 500 شرطي، ورجل إنقاذ، وأطباء، في عمليات الإنقاذ. وقالت مصادر الشرطة إن تكلفة إنزال كل شرطي بلغت 54 يورو في الساعة (750 ألف يورو). وتلقى كل رجل من فرق الإنقاذ الخاصة مبلغ 170 يورو في الساعة نظير جهودهم، تضاف إليها تكلفة الشركة الخاصة التي بنت سورا من الأسمنت بعمق 10 أمتار كي تمنع انهيار النفق على الرجل (40 ألفا)، وكلفة رجال الإطفاء (25 ألفا)، وكلفة الخبراء (10 آلاف)، وكلفة أطباء ومستشفى (7 آلاف).. إلخ.

للعلم فإن علماء البيئة يقدرون عمر البيئة النباتية والحيوانية في غابة هاماخر بنحو1200 سنة، ويرتفع عمر بعض الأشجار هناك إلى 300 سنة، وهي المنطقة التي اقترحتها شركة طاقة ألمانية لإقامة محطة لإنتاج الطاقة من الفحم.