من المتوقع أن يصدر اليوم الحكم على المتهمة إليزابيث كارنزا الملقبة بـ«المرأة الجليدية» التي تحظى جلسات محاكمتها باهتمام واسع وتغطية إعلامية مكثفة في النمسا، لا سيما أن المتهمة، التي تبدو شديدة الهدوء، شابة متعلمة تتميز بجمال باهر وتتكلم أربع لغات بطلاقة.
كارنزا، وهي إسبانية مكسيكية، كان قد ألقي القبض عليها في إيطاليا بعد اتهامها بارتكاب جريمتي قتل في العاصمة النمساوية فيينا حيث كانت تعمل في محل لبيع المثلجات (الآيس كريم) تمتلكه بمنطقة ميدلينغ. وفي عام 2008 لم تتردد كارنزا، وكان لها يومذاك من العمر 30 سنة، في قتل زوجها وتقطيع جثته قطعا صغيرة دفنتها تحت إسمنت بنت به أرضية للغرفة التحتية لمحل المثلجات.
أما سبب الجريمة فهو رفض الزوج المتيّم هجرها حتى بعدما كشفت له عن خيانتها إياه نتيجة لقسوة معاملته وتغير سلوكه نحوها. ثم في العام 2010 أقدمت كارنزا على جريمة قتل ثانية عندما اكتشفت خيانة عشيقها، ونفّذتها بالطريقة ذاتها إذ قطعته ونقلته إلى محل المثلّجات مكرّرة أسلوبها في إخفاء معالم جريمتها. وحين نبّهها شرطي كان يحاول التقرّب إليها أن الشكوك تحوم حولها، فرّت بالقطار إلى إيطاليا بأمل العودة إلى ألمانيا حيث كانت تعمل مربية للأطفال قبل انتقالها للعيش في النمسا.
في تقرير من 140 صفحة أكد أطباء نفسيون أن حالة المتهمة العقلية تسمح بمحاكمتها، لأنها «ليست مختلة عقليا»، بل إنها قد تقتل مجددا، ما استوجب حبسها تحت رقابة مشددة باعتبارها حالة غير مسبوقة.
من جانبه، أعلن محاميها أن موكلته ستعترف بالجريمتين في حين أبدى زوجها، الذي تزوجته وهي في السجن، قلقه ألا تسمح لها المحكمة مطلقا برؤية صغيرهما الذي أنجبته قبل خمسة أشهر.