4 ملايين مغربي يعانون من السمنة المفرطة بسبب عادات غذائية

تحسن أحوال الأسر الفقيرة يجلب عادات استهلاكية مضرة

TT

أفاد تقرير حكومي أعلن مضمونه في المغرب أن أربعة ملايين من المغاربة البالغة أعمارهم 20 سنة فما فوق يعانون من السمنة، وفي بعض الأحيان تكون هذه السمنة خطيرة ومرضية. وذكر أحمد الحليمي، المندوب السامي للتخطيط، في سياق التقرير إن تحسن ظروف الأسرة يؤدي أحيانا إلى عادات استهلاكية مضرة، ومن ذلك أن رب الأسرة يحاول أن يشتري كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالدهنيات والسكريات لأطفاله، لتعويض حرمانه الشخصي قبل أن تتحسن ظروفه، كما أنه يلبي طلبات أطفاله لتناول الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية، وكلها تؤدي إلى سمنة مرضية. وتابع الحليمي، خلال استعراضه أمس في الرباط أهم خلاصات التقرير الذي أعدته المندوبية السامية للتخطيط (بمثابة وزارة تخطيط) استنادا إلى إحصاء ميداني حول مسألة وزن وطول الأطفال والشباب في المغرب، إن 18 في المائة من السكان يعانون الآن من سمنة مفرطة.

التقرير أوضح أن مرض السمنة يصيب 21 في المائة من البالغين في القرى المغربية والأشخاص غير النشيطين (عاطلون أو لا يمارسون الرياضة)، ويزداد انتشاره مع تقدم السن وسط الكبار من الذكور، ويبلغ عند النساء نسبة 26 في المائة. كما ذكر أن احتمال إصابة الشخص غير النشيط يفوق مرتين احتمال إصابة الشخص النشيط. وبين التقرير أيضا أن الأشخاص المغاربة الكبار لا يعانون من النحافة إلا بشكل محدود وأن ظاهرة السمنة الخطيرة والمرضية تتزايد مع الغنى وتبعا للمستوى الدراسي. إذ أبرز التقرير أن العلاقة القائمة بين تحسن مستوى الصحة والتغذية بالمغرب وتحسن ظروف ومستويات العيش «أمر واضح أمكن التحقق منه من خلال قياس الفقر المتعدد الأبعاد». وأكد التقرير، من ناحية أخرى، أن البالغين المنتمين لأسر تتكون من شخص واحد أو شخصين معرضون للإصابة بالسمنة مرة ونصف مقارنة مع البالغين من أفراد الأسر المكونة من ثمانية أشخاص.

كذلك جاء في التقرير الذي شمل عشرة آلاف و426 أسرة خلال أربعة أشهر، أن المغرب من حيث مؤشر نقص الوزن انتقل من تسعة في المائة عام 2004 إلى ثلاثة في المائة عام 2011، وهو مؤشر يقل بـ16 في المائة عن «المعدل العالمي» وبـ18 في المائة عن «معدل الدول في طريق النمو».