10.4 % من الألمان فقط يثقون بساستهم

بسبب حالة «القرف» من أهل السلطة وممارسيها

TT

يشارك الألمان في الانتخابات النيابية العامة، التي تجرى كل 4 سنوات، بنسبة لا تقل عن 75%، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إلا أن المستقبل قد لا يضمن استمرار كل هذه الثقة، وخصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية.

المعهد الألماني لأبحاث المستقبل (بات) أجرى بالأمس استطلاعا للرأي بين الألمان، وتوصل إلى أن ثقة المواطنين الألمان بالساسة على مستوى الحكومة الاتحادية والبرلمان الاتحادي انخفضت إلى 10.4% فقط. وشملت عينة الاستطلاع 2000 ألماني وألمانية من مختلف الأعمار والوظائف والاتجاهات والمنحدرات.

ثقة الألمان بالساسة الاتحاديين كانت أفضل من غيرها على أي حال، إذ سجل «بارومتر» الثقة السياسية بالنواب والوزراء على مستوى الولايات نسبة 8.6% فقط، ونسبة 7.2 على مستوى حكومات ومجالس الأقضية.

المهم أيضا أن ثقة الألمان بالساسة الأوروبيين عموما، وبمواطنيهم العاملين في أجهزة الاتحاد الأوروبي بالذات، سجلت أقل مستوى لها (6%). ولا يحتاج المرء هنا إلى محلل سياسي متمرس لكي يربط بين أزمة اليورو، وخلاف دول الاتحاد حول أسلوب التعامل معها، وهذه الثقة المتزعزعة بسياسة بروكسل.

محللو المعهد الألماني لأبحاث المستقبل لاحظوا، من جهة ثانية، أن ثقة الناس بالساسة تنخفض أكثر بكثير بين الألمان الشرقيين، وبين الألمان من ذوي الدخول الضعيفة. وعزوا هذه الحالة إلى اليأس الذي يفتك بالعاطلين والمتقاعدين، وبشعورهم بأن أهل السياسة بعيدون عن الهموم اليومية للمواطن. وقال أولريش راينهاردت، رئيس المعهد الألماني لأبحاث المستقبل: «إن ثمة شعورا يتولد لدى الناس بأنهم ما عادوا أكثر من أدوات بأيدي الساسة ضد معارضيهم، وبغرض كسب الانتخابات».

و«الأدهى من ذلك - حسب رأي راينهاردت - هو أن معظم الناس فقدوا القدرة على التمييز الحقيقي بين برامج الأحزاب المختلفة». وأضاف: «اختير تعبير (القرف السياسي) كأسوأ تعبير سياسي لعام 1992، أي بعد الوحدة الألمانية مباشرة، ومن المعتقد أنه سيسود من الآن فصاعدا.. أيضا».