الثعالب تعود للظهور في أحياء باريس.. على استحياء

تخرج من غابتي بولونيا وفانسن وتتجول في شوارع العاصمة بحثا عن غذاء

TT

بعد سنوات من الغياب بفعل الحركة العمرانية، عادت الثعالب إلى الظهور في باريس، حسب ملاحظة خبراء الطبيعة الذين أسعدتهم الظاهرة التي تعكس التنوع البيئي للعاصمة. ولا يقتصر ظهور الثعالب على غابتي بولونيا وفانسن، اللتين تحدان المدينة من الغرب، بل منها ما يغادر حدود الغابة ويدخل إلى شوارع الأحياء السكنية.

وكشف باتريك هافنر، المسؤول في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، أن ثعالب شوهدت، مؤخرا، تتجول في حي «بوت شومون»، شمال العاصمة، وكذلك في حديقة «اللوكسمبور»، وسط باريس، بل وفي ساحة «لاريبوبليك» التاريخية المزدحمة، وفي أحياء جنوب المدينة.

ونفى إكزافييه جابيو، من دائرة البيئة العمرانية لبلدية العاصمة ومؤلف «الأطلس الطبيعي لباريس»، أن يكون هناك غزو للثعالب أو ما يشكل ظاهرة واسعة، قائلا إنها تعبر إلى المدينة على استحياء، وإن الأعداد التي لوحظت منها تتراوح بين 12 و15 ثعلبا تسللت من الغابات المجاورة التي تتكاثر فيها.

وكانت حركة العمران الممتدة في ضواحي باريس، بالإضافة إلى حملات مكافحة داء الكلب التي جرت في عقد التسعينات من القرن الماضي، قد طردت الثعالب من محيط العاصمة. لكنها تعود إليها، اليوم، لأنها «منطقة غنية جدا بالغذاء لها»، حسب رأي الخبير هافنر. ويضيف أن هذه الحيوانات تشعر بالأمان لأنه لا أحد يطاردها مثلما كان عليه الحال في زمن حملات المكافحة. لكن زميله ميشيل كاتوس، من الدائرة الوطنية للصيد والحياة البرية، يؤكد أن الثعالب حيوانات «انتهازية» جدا، وهي ترتاد المكبات، حيثما كانت، للتفتيش فيها عن غذائها، من دون استثناء المدن التي تجد فيها مأوى ليليا.

وحسب خبراء البيئة فإن الحركة الكثيفة للمرور في الطريق السريع المحيط بباريس تحول دون عبور أعداد كبيرة من الثعالب إلى داخلها. هذا بخلاف العاصمة البريطانية لندن التي تحوي حدائقها الفسيحة نحو 10 آلاف ثعلب.