يحتفل النمساويان إيرمي 77 عاما وزوجها بيرتل 82 عاما، إبان عيد الميلاد المقبل بمرور 18 عاما منذ أن تبنيا «سوزي» وعلى الرغم من ما فرضه وجود سوزي على حياتهما من قيود إلا أن سعادتهما بها لا توصف. سوزي، حمامة مسنة صادفتهما ذات ربيع ملقاة على الطريق بعد كسر جناحها فلم تعد قادرة على الطيران، وكما حكت إيرمي لوسائل الإعلام فإنها يومذاك رفعت الطائر وأطعمته ثم مضت في حال سبيلها، لكن ولدهشتها في صبيحة اليوم التالي وصادف يوم عيد الميلاد وباب بيتها مفتوحا وجدت الحمامة داخل منزلها وكان أن اختارت الحمامة «فرن» المطبخ كعش دافئ قررت العيش بداخله فتركاه لها وتوقفا عن استخدامه، ليس ذلك فحسب بل أصبح عليهم تخير الأوقات التي تناسب سوزي (كما أطلقا عليها) حتى يستخدما ماكينة غسل الأواني المطبخية بعد أن لاحظا أن صوتها يزعج سوزي بصورة واضحة. مع العشرة أصبح إيرمي وبيرتل يفهما سوزي وما ترغب وما لا ترغب فيه وحينما لاحظا أنها تنزعج من كثرة الضيوف قل ضيوفهما كما قل ترحالهما ولم يعد بإمكانهما السفر حتى لقضاء عطلة خاصة بعد أن دهمت سوزي صدمة قلبية مما استلزم تخصيص طبيب بيطري لمعالجتها ومراقبة حالتها بصورة منتظمة.
من جانبها أشارت الطبيبة البيطرية ماريا مولر أن سوزي ونتيجة لما يتوفر لها من رعاية واستقرار وأمن يمكن أن تعيش لعمر يفوق العشرين، مشيرة إلى أن الحمام في الحياة البرية لا يتجاوز متوسط عمره 5 إلى 6 سنوات وأن سجلت حمامة ألمانية عملت ضمن القوات النازية أطلق عليها اسم «القيصر» رقما قياسيا بالحياة 1917 - 1949. وكان فيلق أميركي قد اعتقل القيصر وتم تجنيده بالجيش الأميركي وعندما توفي تم تحنيطه ولا يزال رفاته ضمن معروضات المتحف الوطني بواشنطن.