عالمان ألماني وسويسري «يغسلان» الدماغ من مسببات «الزهايمر»

من خلال عقار متاح في السوق ويستخدم في علاج حالات مرضية

صورة لدماغ إنسان سليم (يسار) وأخرى لدماغ إنسان مصاب بالزهايمر (إ.ب.أ)
TT

نجح عالمان، ألماني وسويسري، في استخدام عقار سائد في السوق، لكبح جماح بروتين يلعب دورا مهما في نشوء مرض الزهايمر. وكتب الباحثان في مجلة «نيتشر ميدسن» أن التجارب نجحت حتى الآن على الفئران، لكن كل المؤشرات تعد بعلاج الزهايمر لدى المصابين به من البشر.

وحسب تقرير الباحثين فرانك هيبنر، من معهد باثولوجيا الأعصاب في شاريتيه برلين، وبوركارد بيشر، من معهد الدراسات المناعية في جامعة زيوريخ، فإن العقار لم «يغسل» فقط أدمغة الفئران من الترسبات الخبيثة، التي تتراكم على خلايا الدماغ، وإنما حسن ذاكرة الفئران أيضا. وأبدت الفئران المصابة بالزهايمر، والتي عولجت بهذه الطريقة، تحسنا في ذاكرتها من فئران أخرى في مجموعة المقارنة، أي التي لم تتلق العلاج.

ركز العالمان في بحثهما على نظام المناعة في أجساد الفئران، وتمكنا من وقف عمل جزئية مهمة في نظام المناعة، تشكل عماد مادتي إنترلويكين 12 و23. وأظهر العقار قدرة أكبر على تنظيف الدماغ من الترسبات الخبيثة، حينما عمل على كبح جماح جزئية المناعة ب40. وعندما توقف عمل إنترلويكين 12 و23 توقف أيضا عمل جزيئة ب40.

المهم في نتائج البحث هو أن العقار، الذي أوقف آلية عمل وتراكم الترسبات الخبيثة على أنسجة الدماغ، موجود في السوق. وكتب هيبنر أن هذا الدواء يستخدم بنجاح في معالجة بعض أمراض المناعة الذاتية مثل الصدفية والتهاب الأمعاء. وهذا العقار مجاز ولا يحمل مضاعفات خطيرة، أو اختلاطات مهمة، بالنسبة للمريض.

وتوقع هيبنر أن يحقق العلاج، الذي يعتمد على كبح جماح ب40، نجاحا سريعا في المرضى الذين يتم تشخيص المرض بشكل مبكر لديهم. ومن الصعوبة معالجة الزهايمر في مراحله المتقدمة، لأن عملية تراكم الترسبات تكون قد تفاقمت، ومن المعروف أنه من المتعذر شفاء الخلايا العصبية التالفة.

وفي كافة الأحوال أصبح العلم، على الأقل قادرا، على وقف تفاقم المرض، ومنح المصابين فرصة لممارسة حياتهم اليومية العادية، ودون مساعدة أحد.