أدوية مزيفة وفاسدة تباع علنا في شوارع إسرائيل

TT

بعد الكشف عن عمليات تزييف واسعة في الملابس والأحذية وأشرطة التسجيل والفيديو والعطور وغيرها في إسرائيل، ضبطت الأجهزة الأمنية كميات هائلة من الأدوية الفاسدة والمزيفة التي تباع في وضح النهار في شوارع المدن الإسرائيلية.

وحذر مدير عام إحدى شركات الأدوية، يوآف شنحتر، من أن يؤدي انتشار هذه الأدوية إلى إصابة المواطنين بالتسمم وبالتالي وفاتهم، إذ تبين أن الأدوية المزيفة تشمل الدواء الذي يستعمل لمعالجة ضغط الدم العالي، وهو يباع في وضح النهار وتحت أشعة الشمس، مع العلم أنه من المفروض حفظه في الظل وبدرجة برودة منخفضة، ودواء آخر يستعمل لتسكين الآلام في القلب وللمرضى الذين يعانون من العصبية والخوف الدائم وقلة النوم وزيادة التوتر، وهو قابل لجعل من يتعاطاه مدمناً عليه، وأدوية أخرى يحظر استخدامها من دون إذن الطبيب.

وأثار هذا الكشف هلعاً في صفوف الأطباء في أقسام الطوارئ، الذين لم ينتبهوا إلى مثل هذا الواقع، مما يثير الشكوك في أن من تناولوا هذه الأدوية راجعوا الأطباء وتلقوا علاجاً على أساس تشخيص آخر ولا أحد يقدر نتائج ذلك. كما أثار مخاوف شركات الأدوية، التي طلبت إشراكها في التحقيقات، حتى تعرف أين تجري صناعة هذه الأدوية.

ويذكر أن صناعة التزييف للبضائع في إسرائيل تنتشر بسرعة مذهلة. وتقدر قيمتها اليوم بحوالي 1.4 مليار دولار. وحسب مدير المراقبة الاستهلاكية في وزارة التجارة والصناعة، مئير بلوم، فإن «إسرائيل باتت في هذا المجال ليس فقط إحدى دول العالم الثالث، بل إحدى أسوأ هذه الدول».

وشكا بلوم من أن القوانين الإسرائيلية القائمة لا تكفي لمحاربة هذه الظاهرة، كما أن القوانين الموجودة على قلتها، لا تطبق بشكل مثابر، إذ لا يوجد في الشرطة الإسرائيلية سوى سبع وظائف لهذا الغرض في طول البلاد وعرضها. وحتى الذين يضبطون متلبسين بالجريمة وتثبت عليهم تهمة التزييف، فإن القانون لا يفرض عقوبة السجن عليهم ويكتفي بتغريمهم بالمال. وأعلى حكم قضائي صدر في هذا المجال، لم يزد عن غرامة 500 شيكل (120 دولاراً).