كتب الأطفال تلتهم غابات الأمازون

على الرغم من أن قصصها تربي الأطفال على حب البيئة وحمايتها

TT

تعتبر كتب الأطفال «البيئية»، أي القصص التي تربي الأطفال على حب البيئة وحمايتها، من أهم النزعات في عالم كتب الأطفال في السنين العشرين الماضية، إلا أن هذه الكتب، كما يبدو، تلتهم غابات الأمازون المحمية.

إذ كشف «صندوق البيئة الدولي»، الفرع الألماني، أن الكثير من كتب الأطفال تجري طباعتها على ورق صنعت عجينته من خشب أشجار «غابات المطر» في الأمازون. وتعتبر هذه الغابات من أهم العوالم البيئية المهددة بالانقراض نتيجة القطع غير المسؤول للأشجار، بل والقطع «اللصوصي» لمافيات التجارة بالخشب. ونقلت مجلة «دير شبيغل» عن صندوق البيئة الدولي أن الكثير من كتب الأطفال في ألمانيا طبعت بهذه الصورة. واتهم الصندوق بعض مؤسسات الطباعة بصناعة هذا النوع من الورق، المنتج من أخشاب أشجار الأمازون، في آسيا تجنبا للرقابة الدولية.

قال يوهانيس زانين، من صندوق البيئة الدولي، إن دراسة علمية أجريت من قبل مختصين على 79 كتابا للأطفال أثبتت أن 30 في المائة منها يحتوي على كمية كبيرة من أخشاب شجر غابات المطر، مع نسبة أخرى أصغر ترتفع فيها نسبة هذه الأشجار إلى أكثر من 50 في المائة. أطلق على الدراسة اسم «لصوص الغابات»، وجرى فيها تحليل محتويات الورق في مختبرات متقدمة.

تعتبر الصين حاليا أهم مصدر للورق إلى ألمانيا. ومعروف أن الصين تستورد الخشب الرخيص من إندونيسيا، ومن جنوب شرقي آسيا، وهي غابات محمية أيضا. ويشك في أن لصوص الخشب يقطعون الأشجار هناك سرا ويبيعونه في السوق السوداء.

وعبر زانين عن أسفه لأن أهالي الأطفال يشترون هذه الكتب بكثرة في هذه الفترة ويضعونها للأطفال تحت أشجار أعياد الميلاد. وهم بذلك يحولون «الأطفال إلى أعداء للبيئة من دون علمهم».

وكان صندوق البيئة الدولي، بعد دراسة مماثلة أجريت عام 2009، قد طالب دور النشر الألمانية بالالتزام «أخلاقيا» بعدم شراء الورق المنتج من أشجار غابات الأمازون. وكرر الصندوق طلبه الآن بضرورة أن تحرر دور النشر إعلانا رسميا بذلك، مشيرا إلى إمكانية الاعتماد على الورق المدور.