ختم إمبراطوري صيني مسروق يباع في مزاد باريسي

المفوض السامي البريطاني أمر بنهب «القصر الصيفي» ببكين في «حرب الأفيون»

الختم الإمبراطوري الصيني المسروق
TT

يباع عبر مزاد علني في العاصمة الفرنسية باريس، يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ختم إمبراطوي صيني نادر كان قد تعرض للنهب، في القرن التاسع عشر، من القصر الصيفي في بكين أثناء الحملة الفرنسية البريطانية على الصين. والختم منحوت من حجر اليشب أو«الجاد» الأخضر القاتم، ويعود للسلالة الخامسة التي حكمت الصين بين العامين 1736 - 1795.

السلطات الصينية، كانت قد سعت لسحب الختم من المزاد، باعتباره أثرا وطنيا مسروقا يستوجب الاستعادة، غير أن جهودها باءت بالفشل. ولقد ظهرت صورة الختم في الدليل المطبوع لمزاد مقبل على قطع من الفنون الآسيوية تشرف عليه دار «آركوريال»، أبرز وكلاء تجارة التحف في فرنسا. وقدرت الدار مبلغا للمزايدة على الختم يتراوح بين 150 ألفا و200 ألف يورو.

هذا، ويحمل الختم حفرا مكونا من ستة مقاطع تعني «الختم الأكبر للأعمال المهيأة للحفظ في مكتبة الإمبراطور». وحسب الدار المشرفة على البيع فإن الختم ظل محفوظا، منذ أواخر القرن التاسع عشر، لدى جامع تحف فرنسي وورثته. ولقد تقدمت السلطات الصينية بطلبات متتالية لاستعادته، كما أوصت بمقاطعة المزاد وكل عمليات المتاجرة بكنوز مسروقة من القصر الصيفي القديم لأباطرتها، ودعت مالكيها الأجانب لإعادتها إلى موطنها الأصلي. وفي حين لم يظهر، حتى الآن، ما يشير إلى احتمال نجاح الصينيين في وقف المزاد، فإنهم أفلحوا في وقف مزاد مماثل في لندن. فخلال الشهر الماضي، سحبت دار «بونهامز» البريطانية قطعا فنية منهوبة من القصر الصيفي في بكين عندما كانت مهيأة للبيع. وأعربت الدار عن أسفها لما كان يمكن أن يشكله المزاد من مشاعر سلبية في الصين.

ويذكر أن اللورد إلغن، المفوض السامي البريطاني كان قد أمر في خريف 1860، بهدم القصر الصيفي في بكين وتخريب حدائقه البديعة أثناء ما سمي بـ«حرب الأفيون الثانية». ومن ثم نهبت القوات البريطانية والفرنسية القصر الذي سكنه الإمبراطوران يونغزهينغ (1722 - 1736) وكيانغلونغ (1736 - 1796) – وكلاهما من سلالة «تشينغ» (المانشو) – وأحرقته، الأمر الذي ما زال الصينيون يعتبرونه مهينا وباعثا على السخط، حتى اليوم.