النمسا: سائق يسلم الشرطة مبلغ نصف مليون يورو ترك في حافلته العامة

وسط التحذيرات من «ازدهار» نشاط النشالين في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة

TT

لم يتردد سائق حافلة أمين في النمسا، ولو للحظة، بل تقدم باتجاه أقرب مركز شرطة وهناك سلم الضابط المناوب حقيبة عثر عليها بينما يقوم بدورة تفتيشية داخل حافلته العامة. الحقيبة كانت تحتوي على نصف مليون يورو. نعم، 500 ألف بالتمام والكمال من فئة 500 و1000 يورو.

وبعد أسبوع من هذه الواقعة، أعلنت الشرطة النمساوية على لسان الناطقة باسمها آنا ماريا رايخ العثور على صاحبة المال وتبين أنها سيدة متقدمة في العمر. بيد أن رايخ لم تفصح عن الأسباب التي تدفع بامرأة عجوز للتنقل بمركبة عامة وهي تحمل مبلغا بهذه الضخامة.

بجانب ما تقدم، لم تحل أمانة السائق دون تعميم الشرطة عدة تحذيرات صارمة للعامة تحثها على التحوط والاحتراز من انتشار ظاهرة سرقات وتكرار حوادث نهب من قبل عصابات أجنبية تستغل قوانين الحدود المفتوحة. وفي العادة تعمد هذه العصابات إلى عبور الحدود النمساوية دخولا وخروجا من دون تفتيش حدودي أو رقابة، وهي تستفيد أيضا من قصر المسافات الفاصلة بين كبرى المدن النمساوية ودول الجوار.

وحسب الشرطة، فإن أفراد هذه العصابات يعمدون إلى مراقبة حركة ضحاياها ثم الاعتداء على شققهم لانتقاء ما خف حجمه وثقل ثمنه من دون ترك أي أثر غير بقايا لبعض ما يجمعونه على عجل. ولقد أوضح ضابط شرطة لـ«الشرق الأوسط» أنه لا ينصح مطلقا بمقاومة أفراد هذه العصابات ما لم يكن الضحية متأكدا من قدرته على التغلب عليهم وعلى حصوله على ضمان نجدة سريعة. وأردف قائلا «إن اعتراضهم يحولهم إلى شحنات عنف وشر لا تحمد عقباه خشية السقوط في قبضة الشرطة».

وفي سياق مواز، نبه المحقق ديتمار هوسب، من مكتب التحقيقات الجنائية، إلى انتشار أنواع جديدة من الحيل التي يلجأ إليها نشالون يعتبرون هذه الفترة من العام بمثابة موسم للنشل مع بدء العد التنازلي لأعياد الميلاد ورأس السنة. وأشار تحديدا إلى طول بقاء العائلات خارج المساكن وزحمة مناطق التسوق، وأوضح مفصلا أن تقارير عديدة عن سرقات تؤكد تفضيل النشالين مرائب السيارات تحت الأرض، حيث يشغل أحدهم السائق، خاصة النساء، لعطب يخترعونه في السيارة، بينما يسارع رفيق له إلى خطف حقيبة اليد وبطاقات الائتمان والنقود.