بدء احتفالات الذكرى الـ 850 لتشييد كاتدرائية نوتردام في باريس

الصرح الأكثر زيارة في فرنسا

TT

هل يدري كازيمودو، بطل رواية «أحدب نوتردام» وقارع أجراسها في رواية فيكتور هوغو الشهيرة، أن المئات قد تعاقبوا من بعده على قرع الأجراس التي يبلغ مجموعها 17 جرسا، يبلغ وزن أكبرها 13 طنا، لكن أغلبها جرى تفكيكه وصهره لتصنع منه مدافع المقاتلين في الثورة الفرنسية؟

أمس، بدأت في باريس احتفالات العيد 850 لكاتدرائية «نوتردام دو باري»، أو «سيدة باريس»، نسبة إلى العذراء مريم والدة النبي عيسى، عليهما السلام. وبهذه المناسبة، أعلن القائمون على مكان العبادة الذي تحول إلى الموقع السياحي الأكثر زيارة في فرنسا، العودة إلى قرع أجراس الكاتدرائية بالنغمة نفسها التي كانت عليها أواسط القرن الثامن عشر، وهي الفترة التي اكتملت فيها أجراسها، قبل تحويلها إلى مدافع. وقد أوصت الكنيسة على الـ8 أجراس الجديدة، تصنع في مصاهر هولندا، على أن يقوم أندريه فانتروا، أسقف باريس، بمباركتها في طقس احتفالي، قبل أن تقرع، للمرة الأولى، ليلة أحد الشعانين الواقع في 23 مارس (آذار) 2013 قبل أسبوع من عيد الفصح المسيحي. ومن المقرر أن تستمر الاحتفالات حتى نهاية الخريف المقبل.

استغرق العمل في تشييد الكاتدرائية عدة عقود. وهي تقع في جزيرة تتوسط نهر السين، وسط العاصمة، وتعتبر واحدة من كبرى الكنائس في أوروبا، وتشرف واجهتها على ساحة فسيحة تحمل اسم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وغالبا ما يحتشد الزوار والسياح في الساحة لتأمل الواجهة المزينة بعشرات المنحوتات، والتقاط الصور أمام أبراجها الحجرية، قبل الدخول للتمتع بمنظر نوافذها الملونة التي تعتبر الأجمل بين زجاج الكاتدرائيات في فرنسا.

ورغم علمانية الدولة الفرنسية، فإن معظم الاحتفالات بالذكرى 850 لتشييد الكاتدرائية ستكون برعاية رئيس الجمهورية الاشتراكي فرنسوا هولاند. كما ستجري بعض المناسبات تحت رعاية وزيرة الثقافة، وعمدة باريس، وأيضا برعاية الرئيس الأسبق جاك شيراك. ويشتغل عشرات العمال والفنيين، على قدم وساق، لتحسين إضاءة المكان من الداخل والخارج وصيانة الأرغن الضخم تمهيدا لاستضافة موسم استثنائي من الموسيقى الكلاسيكية والروحية. كما تشمل الاحتفالات مؤتمرا للعلوم ومعارض ونشر كتب عن تاريخ هذا الأثر الممتد عبر القرون.