الألماني يلتهم 1094 حيوانا خلال حياته

الدجاج أكثر «الضحايا»

يأكل الألماني أكثر من 60 كيلوغراما من اللحوم سنويا
TT

انتشرت الثقافة الصحية كثيرا بين الألمان خلال الأعوام العشرين الماضية، وخصوصا ثقافة الإكثار من أكل الفواكه والخضراوات وتقليل التهام اللحوم، إلا أن نهم الإنسان للحوم لم يتغير، كما يبدو ذلك من آخر الإحصاءات.

صحيفة «لوموند دبلوماتيك» الفرنسية، وبتكليف من معهد «هاينريش بول» الألماني، ودائرة البيئة الاتحادية، أجرت دراسة حول أكل اللحوم بين الألمان، وتوصلت إلى أن الألماني يلتهم خلال حياته 1094 حيوانا بالكامل. أطلقت دائرة البيئة الألمانية على الدراسة اسم «أطلس اللحوم»، ووزعت الإحصاءات على الولايات الألمانية أيضا.

عموما، يلتهم الألماني خلال حياته 945 دجاجة، و46 خنزيرا، و46 ديكا روميا، و37 بطة، و12 إوزة، و4 بقرات، و4 خراف. ولا يمكن لنسبة 85 في المائة من الألمان التخلي عن أكل اللحوم يوميا، فاللحوم، بمختلف أنواعها، لا بد أن تدخل في واحدة من وجبات طعامهم على الأقل.

الأمراض المختلفة، مثل جنون البقر، وإنفلونزا الطيور وغيرها، لم تقلل نهم الإنسان قليلا إلى اللحوم؛ بل إن نسبة العقاقير المضادة للحيويات في اللحوم، التي ترتفع إلى 170 ملغم في الكيلوغرام الواحد، وهي من أعلى النسب في أوروبا، لم تردع الألمان عن التهام الحيوانات.

بعملية حسابية صغيرة، نجد أن الألماني يأكل أكثر من 60 كلغم من اللحم كل سنة. ويبدو الدجاج أكثر ضحايا نهم الإنسان للحوم، لأنه يجري في ألمانيا «ذبح» 7.5 دجاجة في الثانية، أي 135 مليون دجاجة وديك في السنة.

لا إنسانية الوضع لا تتمثل في هذا النهم للحوم الحيوانات فحسب؛ وإنما في طرق تربية وتسمين الحيوانات. ويشير «أطلس اللحوم» إلى أن طرق تسمين الحيوانات طبيعية، في أغلب الأحيان، لكن الأعلاف المشحونة بالصويا والذرة والحبوب، جعلت وزن كتلة اللحم في الديك الرومي أضعاف وزن العظام. وتعجز أرجل هذه الحيوانات عن حملها، فتصاب بآلام المفاصل، أو تنكسر سيقانها عند المشي. ويلد بعض الحيوانات اللبونة جراء يعادل وزنها ضعف وزن جراء الحيوانات البرية من الفصيلة نفسها.