في مؤشر جدي على وجود حضارة قديمة في منطقة «جبل البرقة» غرب أسوان بجنوب مصر، توصلت بعثة علمية أميركية مصرية مشتركة إلى دلائل تشير إلى وجود حضارة قديمة في تلك المنطقة، أساسها التجمع حول مجرى للمياه قد يكون رافدا من روافد نهر النيل.
الكشف الذي من شأنه أن يضيء عوالم جديدة لتاريخ واحدة من أقدم حضارات العالم، جاء بعد أن أثبتت صور التقطتها رادارات لمنطقة «جبل البرقة» غرب أسوان بنحو 40 كيلومترا تضم شواهد تشير إلى وجود حضارة قديمة في تلك المنطقة.
تم التوصل إلى تلك النتائج مع انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مصري أميركي مشترك لاستخدام التقنيات العلمية الحديثة في وضع خرائط للتربة في المنطقة ومناطق مجاورة، ويتم تنفيذه بالتعاون مع جامعة بوسطن الأميركية بتمويل من هيئة المعونة الأميركية وصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمي.
وقال الباحثون بالمشروع إن الصور الرادارية للتراكيب الجيولوجية قد كشفت عن وجود شواهد لمقابر على خط واحد ومسافات متساوية، مما يعكس وجود حضارة ما في تلك المنطقة، وأنها منطقة أثرية، بالإضافة لوجود حفريات لتماسيح وجذوع أشجار في منطقة سهل البرقة، مما يدل على أن تلك المنطقة كانت أرض طمي صالحة للزراعة بسبب وجود رافد لنهر النيل أو وجود مياه جوفية.
وأشار الباحثون إلى أن هناك صعوبة تمثلت في وصول الفريق البحثي إلى تلك المنطقة في الصحراء الغربية مما جعلها من أهم التحديات التي يعانيها الفريق، مضيفين أنه من المقرر في المرحلة الثانية من هذا المشروع الاعتماد على التصوير الراداري ثلاثي الأبعاد، الذي سوف يسهم بشكل كبير في إيضاح تلك الحفريات لتوثيق الاكتشافات، والاستعانة بالجهات المعنية وخبراء الآثار.