لا يمر في ألمانيا يوم تقريبا، وأثناء أعمال البناء وشق المجاري، دون العثور على قنبلة ضخمة مطمورة من مخلفات الحرب العالمية الثانية. وهي حالة تتطلب إخلاء أحياء بأكملها ريثما يعمل خبراء المتفجرات على تفجير القنبلة أو أبطال مفعولها. ومشكلة «قنبلة دويسبورغ» أن خبراء المتفجرات حذروا منها بعد أن انتهت شركة للبناء من بناء مجمع سكني عليها. وهذا ليس كل شيء؛ لأن المواطنين اشتروا هذه البيوت الجاهزة مقابل 250 ألف يورو كمعدل، ويطالبون اليوم بتعويضات مالية، بعد أن اضطروا إلى مغادرتها خشية انفجار القنبلة.
مصادر بلدية دويسبورغ (غرب) ألقت اللائمة على شركة «هاك باو» للبناء؛ لأنها بنت المجمع السكني في هذه المنطقة قبل صدور قرار المختصين بقضايا القنابل التي لم تنفجر منذ الحرب العالمية الثانية. وذكر بيتر هلبراندز، من بلدية دويسبورغ، أن الصور القديمة، التي التقطت جوا، تظهر احتمال وجود قنبلة ضخمة «صامتة» من مخلفات قصف الحلفاء على المدينة خلال الحرب العالمية الثانية.
اضطرت 8 عائلات لمغادرة البيوت التي اشترتها خوفا من انفجار القنبلة. وعبر صلاح الدين تيكين، من «هاك باو»، عن أسفه لما جرى، وقال إنه يتفهم قلق العوائل وهجرها لبيوتها. وأضاف تيكين أن شركته اقترضت من البنوك كي تبني المجمع السكني، وأن دفع التعويضات الآن إلى المشترين، أو إلغاء عقود الشراء، سيعرض «هاك باو» للإفلاس. على أي حال سيتولى فريق من المختصين البحث بالضبط عن موقع القنبلة، ومن ثم تقدير عدد البيوت التي ستشملها الأضرار. والأهم هو أن يتمكن خبراء المتفجرات من أبطال مفعول القنبلة ورفعها بسلام، لا أن يضطروا إلى تفجيرها.