أصغر مصور عراقي يسعى لإدراج اسمه في موسوعة غينيس

الطفل قمر هاشم: أحاول لفت أنظار الحكومة لواقع الطفولة المتردي

الطفل قمر هاشم يمارس التصوير في شارع المتنبي وسط بغداد («الشرق الأوسط»)
TT

أصبح تجواله مألوفا في أهم شارع للثقافة في بغداد، شارع المتنبي، وهو يحمل كاميرته الشخصية، ويبحث عن لقطة مميزة، توثق حياة مدينته، إنه الطفل العراقي قمر هاشم، ابن الثامنة من العمر، والفائز بالمركز الأول لجائزة «فوتوتوكس» المقامة في الكويت مؤخرا، وهو يسعى لإدراج اسمه ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر مصور فوتوغرافي. ولد قمر هاشم عام 2003 في محافظة واسط (100 ميل إلى الشرق من بغداد)، بعد بضعة أشهر من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، وبدأ يلتقط وهو في سنواته الأولى صورا من نافذة منزله لأنشطة القوات الأميركية التي كانت أول مصادر إلهامه في ذلك الوقت. ورث حب التصوير من أبيه المصور الصحافي هاشم النعماني، وكان رفيقا له في كل أعماله، ونظم أكثر من معرض شخصي ومشترك حتى الآن، وحصل على هوية الجمعية العراقية للتصوير، وجوائز كثيرة في الكثير من المسابقات المحلية والعربية.

يقول قمر هاشم في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أحب الكاميرا كثيرا، وأطمح للتميز ودخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر مصور فوتوغرافي في العالم، أسهمت في الكثير من المهرجانات والمسابقات المحلية والعالمية أيضا». وأضاف: «معظم صوري تركزت على توثيق الحياة اليومية للناس، وخصوصا الطفولة التي تعاني من حرمان وإهمال كبيرين، وأسعى من خلالها إلى لفت أنظار الحكومة لدعم واقع الطفولة في البلاد». والده هاشم النعماني يقول عن ولده: «إنه يمتاز بذكاء كبير ويحب قضاء وقته بالعمل الجاد حتى ساعات الليل المتأخرة، وهو يخطط دائما لإقامة المعارض الشخصية والبحث عن المسابقات الفوتوغرافية عبر الإنترنت على الرغم من الإمكانيات المادية المتاحة له». وأضاف: «على المستوى العالمي، شارك قمر أيضا في دعم الطفولة بالتعاون مع منظمة اليونيسكو من خلال معرض نظم بالولايات المتحدة. كما يعتزم خلال الأيام المقبلة السفر إلى العاصمة السويدية استوكهولم لإقامة معرض شخصي برعاية وزارة الثقافة العراقية. اختار قمر هاشم شارع المتنبي منطلقا لإبداعه، كونه مركزا للحياة الثقافية في العراق، بعد أن ظل يتردد عليه برفقه والده كل يوم جمعة، يلتقط صور باعة الكتب وبسطتهم وزوار الشارع الذين أصبحوا أصدقاء حميمين له، أسهموا بتشجيعه وتواصله مع الفن الفوتوغرافي وتطوير قابلياته بالنصيحة والملاحظة. وحظي المصور الصغير قمر هاشم بتسع جوائز محلية، بالإضافة إلى جائزة «فوتوتوكس» العالمية، إذ تعددت مشاركته في المسابقات العربية والإقليمية في سوريا وفلسطين ولبنان ومصر والأردن والإمارات والكويت والسعودية.