مختلة فرنسية تعتدي بقلم أسود على «الحرية تقود الشعب»

خبراء يهرعون إلى «اللوفر» لتقدير الضرر الذي لحق بلوحة ديلاكروا

TT

مع حلول موعد انصراف الجمهور من فرع متحف «اللوفر» في مدينة لينس، أقصى شمال فرنسا، قامت زائرة شابة بتشويه لوحة «الحرية تقود الشعب» للرسام الفرنسي أوجين ديلاكروا (1798 - 1863)، مساء أول من أمس. واستخدمت الزائرة، التي يرجح أنها مختلة عقليا، قلما أسود عريض الريشة وخطت رمزا مؤلفا من حرفين و3 أرقام على اللوحة التي تعتبر من أشهر أعمال الفنان. وقد تمكن حارس من السيطرة على المعتدية، بمساعدة أحد الزوار، ومنعها من المضي في تخريب اللوحة، ثم احتجازها. وحسب تصريح لمدير فرع «اللوفر» إكزافييه ديكتو، أمس، فإن الخربشات التي خطتها المعتدية على صفحة اللوحة ليست عميقة ويمكن أن تزال بسهولة.

رسم ديلاكروا «الحرية» في عام 1830، وهي تمثل امرأة مكشوفة الصدر تحمل بيمناها العلم الفرنسي وبيسراها بندقية ذات حربة وتقود مجموعة من الثوار وتعبر بهم فوق أجساد الضحايا وتتقدم إلى الأمام، وفي الخلف تحتدم سحب الدخان وتغطي السماء. وقد استوحى الكاتب فيكتور هوغو شخصية «غافروش» الواردة في رواية «البؤساء» من فتى يظهر في يمين اللوحة. كما كانت الصورة قد استخدمت على ورقة نقدية فرنسية من فئة 100 فرنك. ونظرا للقوة البادية في اللوحة فقد تحولت، بالإضافة إلى قيمتها كعمل فني، إلى رمز وطني يعبر عن معاني الانعتاق والحرية.

الحادث الطارئ دفع مدير قسم الرسم في «اللوفر» للانتقال إلى الفرع الشمالي لمعاينة اللوحة وتقدير الضرر الحاصل فيها. كما هرع إلى «لينس» متخصصون في ترميم الأعمال الزيتية. وقال أحد الخبراء إن اللوحات الثمينة تدهن، عادة، بطبقات من مادة شفافة تساهم في حفظها من التلف والعبث وتقلبات الجو. وعليه، فإن إزالة الصبغة التي خطتها المعتدية على لوحة ديلاكروا يمكن محوها من دون أن تترك أثرا على الألوان الأصلية.

تبلغ أبعاد «الحرية تقود الشعب» 260 في 325 سنتيمترا. وهي غير مغطاة بإطار زجاجي. وكانت قد نقلت، في الخريف الماضي، من باريس إلى فرع «لينس» في صندوق مضاد للصدمات، على أن يستمر عرضها هناك لمدة سنة. وقد خصص لها فضاء يمتد لأكثر من 100 متر، يتيح للزوار تأملها من مسافة مناسبة. وسبق للوحة أن غادرت مقرها في «اللوفر» مرتين من قبل، الأولى عندما أعيرت إلى متحف في العاصمة اليابانية طوكيو، عام 1999، والثانية إلى معرض في ستراسبورغ، شرق البلاد، عام 2004.