مليون بهلول في كرنفال كولون

تحولت المدينة الألمانية بأكملها إلى حفلة تنكر جماعية

TT

لم يسبق للجو أن أصبح عائقا أمام «البهاليل» الذين يحتفلون سنويا، في مثل هذا الوقت تقريبا، بـ«اثنين الزهور». ولهذا، فقد حضر مليون كرنفالي، رغم الجو وقصف البرد (الحالوب) من السماء، المسيرة الطويلة التي تلتف بين أحياء المدينة مثل ثعبان ملون.

ومع «اثنين الزهور» يكون كرنفال الراين، في كولون ومدن حوض الراين، قد بلغ ذروته، ولينتهي بعد يومين مع حلول «أربعاء الرماد». وفي يوم أمس الاثنين، تحولت كولون بأكملها إلى حفلة تنكر جماعية، يرتدي فيها «البهاليل» الأردية الملونة، والأقنعة الغريبة، والقبعات العالية.

وكالمعتاد، حضر جمهور غفير من البلدات والنواحي القريبة إلى عروس الراين ليحتفلوا بـ«اثنين الزهور». يشارك 90 ألفا من المتنكرين والموسيقيين والنجوم والسياسيين في العربات الملونة، المشاركة في المسيرة (القطار) التي يبلغ طولها عدة كيلومترات. وينثر هؤلاء الحلوى والشوكولاته والبالونات وزجاجات العطور والكرات... من عرباتهم، على رؤوس الملايين المحتشدة. وقدرت لجنة الكرنفال هذا العام أن الكرنفاليين في العربات سيوزعون 300 ألف باقة زهور ومئات الأطنان من الملبس والشوكولاته.

والسياسة كانت حاضرة بقوة هذه السنة، فهناك تمثال ضخم لبرلسكوني وهو يرتدي رداء وباروكة القضاة، وتمثال آخر للمستشارة أنجيلا ميركل، يصورها بشكل حيوان ثديي يرضع صغار الجائعين من دول أوروبا المفلسة مثل اليونان وإسبانيا.

الترحيب بالحضن، والرقص يدا بيد، من أهم مظاهر الكرنفال، بل وتتغنى أغاني الكرنفال به، لكن الشرطة حذرت هذا العام من عصابات نشالين تستغل هذه الأجواء والتقاليد لنشل حافظات نقود البهاليل وهواتفهم الجوالة. وقال مصدر في الشرطة إنهم، منذ الخميس الماضي، يعتقلون 4 - 6 نشالين كل يوم في شوارع المدينة ومقاهيها المزدحمة، ويزورهم عشرات المسلوبين لتسجيل هذه السرقات. رجال الشرطة، الذين تركب النساء على ظهورهم في أيام الكرنفال، بقوا عاجزين أمام هذه الحالة، لكنهم نصحوا الكرنفاليين بتخبئة حافظاتهم وهواتفهم الجوالة في جيوب عميقة لا يصلها النشالون.