أبوان فرنسيان يعتصمان في قمتي رافعتين احتجاجا على حرمانهما من حضانة أطفالهما

أحدهما يهدد بإلقاء نفسه من ارتفاع 40 مترا والثاني يتضامن معه ولا ينوي الانتحار

TT

التحق أب ثان، أمس، بفرنسي كان قد صعد إلى مقصورة رافعة عملاقة في مدينة نانت، غرب البلاد، صباح أول من أمس. وأعلن عن اعتصامه فيها للاحتجاج على قرار قاضي الأحوال الخاصة الذي حرمه من حق حضانة طفله وزيارته. وهدد الأب بإلقاء نفسه من فوق.

وحسب مصدر في الشرطة فإن الأب الذي عمل في السابق مهندسا للمعلوماتية، انتهز فرصة الضباب المخيم على الساحل وتمكن من الدخول إلى الرافعة الصفراء التي يبلغ ارتفاعها 40 مترا وهي إحدى رافعتين عملاقتين من نوع «تيتان» موجودتين في المدينة كتذكار من الورشة البحرية القديمة التي توقف العمل فيها قبل 30 عاما. ورفع المعتصم لافتة بيضاء كبيرة كتب عليها: «بنوا (وهو اسم ابنه) العمر سنتان، دون أب».

وأشار مقربون من الرجل إلى أنه اتخذ احتياطات للبقاء في قمة الرافعة لعدة أيام. وهو قد أمضى ليلته الأُولى هناك، في حين ما زالت فرق الإسعاف تقف عند قاعدتها تجري مفاوضات لإقناعه بالنزول. وذكر مصدر أن المفاوضين استخدموا سلالم الإطفاء لإيصال عريضة قانونية عاجلة لكي يوقع عليها المعتصم، ثم يجري تقديمها للجهات القضائية التي يمكن أن تدرسها أواخر الشهر المقبل. وهي مهلة تعتبر سريعة جدا في مثل هذا النوع من القضايا. لكن الأب الذي ينتمي لجمعية فرنسية تدافع عن حقوق الآباء المطلقين في حضانة أبنائهم، تقدم بمطالب إضافية. وفي حين استنكر رئيس الجمعية تهديدات المعتصم فإنه لفت الانتباه إلى العشرات من حالات الانتحار التي يرتكبها، سنويا، آباء محرومون من رؤية أطفالهم.

نيكولا مورينو، المعتصم الثاني، ارتقى رافعة شاهقة مطلة على البحر في ورشة قديمة لبناء السفن في المدينة، تبعد نحوا من 100 متر عن الرافعة الأولى، وذلك للتضامن مع المعتصم الأول الذي ما زال يرفض النداءات الموجهة له بالنزول. وأوضحت والدة مورانو، ظهر أمس، أن ولدها قام بعمل رمزي وهو لا ينوي الانتحار ولن يبقى في مكانه بل ينوي مغادرة الرافعة عصر النهار نفسه. وأضافت أن قاضي الأحوال الخاصة منح حق حضانة حفيديها لوالدتهما مع السماح للأب بزيارتهما مرة كل أسبوعين ورؤيتهما في العطلة الصيفية، لكن الطليقة أخذت الولدين ليقيموا في مدينة تبعد أكثر من 700 كيلومتر عن مكان سكن الأب، مما يجعل حق الزيارة في حكم المستحيل.