إسبانيا تعثر على سلالة دودة القز الأندلسية بعد اندثارها

موجودة في اليابان

TT

استطاعت إسبانيا بعد جهود طويلة في البحث عن سلالة دودة القز الأندلسية العثور عليها في اليابان، بعد اندثار سلالة دودة القز التي جلبها العرب إلى إسبانيا. وقد صرح فرانثيسكو خابيير خورادو رئيس «جمعية المحافظة على دودة القز» بأن الجمعية استطاعت مؤخرا العثور على سلالة أصلية من دودة القز التي كانت تنتج الحرير إبان ازدهار الحضارة الإسلامية في الأندلس، وهو نوع من الحرير الفائق الجودة الذي اشتهر بصناعته العرب الأندلسيون وشاع استعماله في كل أوروبا. وكانت مملكة غرناطة الإسلامية وخصوصا منطقة البشرات واحدة من أهم المناطق التي اشتهرت بصناعة أرقى أنواع الحرير في العالم.

وقد تعلم الإسبان من العرب هذه الصناعة وطوروها، واستمرت في الازدهار، خصوصا بين القرون السابع عشر والتاسع عشر، وأخذت الكثير من الدول بشراء سلالة دودة القز الإسبانية لاستعمالها للأغراض التجارية أو لتطويرها ولإجراء بحوث علمية حولها، لكنها بدأت بالانحدار بعد ذلك شيئا فشيئا، حتى اضمحلت، ولم تعد لها أهمية تذكر، خصوصا بعد ازدهار تجارة الحرير الصناعي. والآن بدأت إسبانيا بمحاولة العثور على تلك السلالة الأصلية التي ازدهرت إبان ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، من خلال جمعية المحافظة على دودة القز التي سعت منذ فترة في البحث عن سلالة دودة القز الأندلسية، وكونت لجنة من مجموعة لدراسة السبل الكفيلة للعثور على هذه السلالة، من مختصين في التاريخ والفنون الجميلة والانثربولوجي والبيولوجي، وبعد بحث طويل في كل الأماكن المحتملة في العالم، علمت بوجود مثل هذه السلالة محفوظة في أحد مختبرات كوريا الجنوبية، وبعد الاتصال بها، لمحاولة الحصول على عينات منها، جاء الجواب بالرفض، واستمر الإسبان يبحثون في أماكن أخرى، فعلموا بوجودها في اليابان، وفي هذه الحالة نجحت محاولاتهم، ووافقت اليابان على تزويد إسبانيا ببيوض دودة القز من تلك السلالة الإسبانية العربية الأصل.

يقول فرانثيسكو خابيير خورادو، رئيس الجمعية: «قررنا أن نبحث في بطون الكتب، وأن ننفض الغبار مرة أخرى عن وثائق قديمة، فوجدنا نصوصا حول تربية دودة القز لدى الإسبان الذين استعادوا منطقة الأندلس من دولة بني نصير في غرناطة. لقد بذلنا جهودا كبيرة في هذا المجال، وذلك من أجل أن تعرف الأجيال الإسبانية القادمة تاريخها المتنوع، وأن تفتخر به، وأن تتذكر باستمرار هذا التاريخ، وأن تكون على علم بأن ملوك الدول الأوروبية وأغنياءها في القرون الوسطى كانوا يتسابقون من أجل لبس الحرير المصنوع في الأندلس. واليوم نبدأ بوضع حجر الأساس من أجل استعادة جزء بسيط من ذلك الازدهار».