الشمس تجدد صداقتها لرمسيس الثاني بمعبده جنوب مصر

تعامدت على تمثاله والسياح رقصوا على نقرات الدفوف

تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني
TT

جددت الشمس صداقتها لرمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة، وتعامدت فجر أمس الجمعة على معبده الشهير بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان، في ظاهرة فلكية فريدة من نوعها تتكرر مرتين في كل عام منذ عصر المصريين القدماء، إذ تعامدت أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبده الكبير في قدس الأقداس بالمدينة، واستمرت لنحو 20 دقيقة، وسط حضور سياحي لافت، تجاوز 3 آلاف سائح.

ونظمت وزارة الثقافة المصرية عبر قطاعاتها المختلفة حفلا دعائيا للترويج للظاهرة الفريدة، أحيته فرق فنون شعبية محلية، قدمت بعضا من لوحاتها المستوحاة من بيئتها، حيث أقيم الاحتفال بالسوق السياحية للمدينة. كما شاركتها فرق أخرى دولية من الولايات المتحدة الأميركية والصين وتركيا وإندونيسيا وفرنسا، قدمت جميعها عروضا متنوعة من بلادها، بما يعكس فنونها الشعبية، فيما قامت إدارة مجلس بإتاحة مشاهدة الظاهرة عبر شاشات ضخمة في ساحة المعبد، لمن لم يتمكن من مشاهدتها داخله.

وخلال الظاهرة وعلى نقرات الدفوف احتفل بيوم مولده كل من تصادف وجوده في موقع الظاهرة بجانب الاحتفال بأعياد المتزوجين، وسط أجواء من السعادة والرقص والمرح.

وتحدث الظاهرة سنويا يومي 22 فبراير (شباط) و22 أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، تقطع خلالها أشعة الشمس مسافة قدرها 60 مترا لتصل إلى داخل المعبد، وتحديدا في صالة قدس الأقداس. واللافت في الظاهرة أن الشمس تتعامد على ثلاثة تماثيل، أحدهما لـ«رمسيس الثاني» والآخران يجاورانه، فيما لا تتعامد على الرابع وهو «بتاح» الذي كان يعتبره «الفراعنة» داعية «الظلمة».

ويعرف أن عددا من الأثريين قد كشفوا عن مفاجأة أثرية قبل عدة أعوام، حول الظاهرة الفلكية ذاتها، مؤكدين أنها ليست مرتبطة بذكرى مولد «رمسيس الثاني» أو تتويجه للعرش عكس ما ظل شائعا، مرجعين ذلك إلى أن الظاهرة الفلكية التي ابتكرها «الفراعنة» ترتبط ببداية فصلي الصيف والشتاء من كل عام، وتعد بمثابة تحفيز للمصريين على زراعة الأرض والحصاد.

وكان تعامد الشمس على تمثال «رمسيس» يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، وبعد نقل معبده ومعبد زوجته «نفرتاري» بأبو سمبل من موقعيهما القديم إلى الآخر الحالي ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.