العلماء يرصدون ما يعتقد أنه أول كوكب مكتشف في طور التكوين

يقع على بعد 335 سنة ضوئية

صورة مركبة للكوكب الغازي الجديد طرحتها وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء، ويظهر فيها الكوكب الجديد في صورة التقطها التلسكوب الفضائي هابل (إلى اليسار).. بينما التقط الصورة الأخرى (إلى اليمين) تلسكوب شبكة «ناسو» (إ.ب.أ)
TT

اكتشف العلماء ما يعتقدون أنه كوكب في طور التكوين لا يزال يستجمع مكوناته المتخلفة عن النجم الأم الذي انبثق عنه هذا الكوكب. وقال علماء الفلك في ورقة بحثية نشرتها دورية الفيزياء الفلكية، يوم الخميس الماضي، إن هذا الجرم الفضائي يبدو كبقعة خافتة داخل تكوينات على شكل قرص من مواد غازية وأتربة تدور حول نجم حديث النشأة يعرف باسم «إتش دي 100546»، ويقع على بعد 335 سنة ضوئية ضمن كوكبة الذبابة.

والكوكبة هي مجموعة من النجوم تتخذ شكلا معينا مثل الدب أو التنين، أما السنة الضوئية فهي المسافة التي يقطعها الضوء في عام كامل بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة. ويبدو الجرم المكتشف حديثا في حجم كوكب المشتري تقريبا، على الرغم من أنه يبعد عن النجم الأم له بمسافة تعادل نحو 68 مثلا المسافة التي تفصل بين الأرض والشمس. ويكمل هذا الكوكب دورة كاملة حول النجم الأم في 360 عاما. وعلى سبيل المقارنة فإن كوكب المشتري - وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية ويبلغ حجمه أكثر من 300 مرة مثل الأرض - يكمل دورة كاملة في مداره حول الشمس في 12 عاما.

وفي حال التأكد من هذا الكوكب فسيكون الأول الذي اكتشف وهو لا يزال في طور التكوين بين أكثر من 800 كوكب مكتشف خارج المجموعة الشمسية. وقال ساشا كوانز، كبير الباحثين في معهد الفلك بزيوريخ في سويسرا، في بيان «نشأة الكواكب لا تزال حتى الآن من الموضوعات التي تتناولها في الأغلب برامج المحاكاة في أجهزة الكومبيوتر. إذا كان اكتشافنا حقا يختص بكوكب في طور التكوين فسيكون بمقدور العلماء للمرة الأولى دراسة عملية تكون الكواكب».

ورصد الباحثون صور هذا الجرم الكوني بعد تحليل أكثر من 35 ألف صورة بالأشعة تحت الحمراء التقطها تلسكوب ضخم تابع لمرصد جنوب أوروبا ويقع في تشيلي. ويتطلب الأمر رصد مشاهدات أخرى للتيقن من أن مصدر الضوء ينبعث من جرم كوني بعيد.