تفاجأ سكان حي غلوكنباك، في العاصمة البافارية ميونيخ، بمجموعة من الغوريلات تقتحم البناية التاريخية الواقعة في شارع «موللر6»، وهم ينفخون الأبواق وينقرون على الطبول. ولم تكن القرود الضخمة، التي رافقتها كاميرات التلفزيون والصحافيون، غير مجموعة من مشاهير الفنانين الألمان، كانوا يحملون مختلف أنواع مواد وأدوات الترميم، وبدأوا في أعمال ترميم المبنى المذكور. وتولى تلفزيون الجنوب «ب3» نقل وقائع هذا النشاط القردي «الميمون» أولا بأول.
لم يجد الفنانون طريقة للاحتجاج على قرار هدم هذا المبنى التاريخي غير خلق ضجة إعلامية كبيرة، والعمل على ترميمه بأيديهم أمام الكاميرات. وكان الفنان المعروف ديتر هيلدبراندت، والممثلة المعروفة لويزا كينزر، والممثل كريستيان غانزر، بين الغوريلات التي شاركت في هذا النوع من الاعتصام «الفني»، وكان بينهم أيضا لاعب كرة القدم الدولي السابق، والخبير الرياضي في التلفزيون الألماني، محمد شول الذي انضم إلى جماعة «رياضيون أصدقاء الفن» في المدينة.
وكانت بلدية ميونيخ قد منحت شركة «إيلينبوغن» حق تهديم هذا المبنى وبناء مجمع سكني وتجاري بتكلفة 7 ملايين يورو محله. وتم بناء البيت القديم في الخمسينات وتناوبت عدة فرق معروفة على اتخاذه خشبة مسرح لأعمالها.
تجاوب عمدة ميونيخ كريستيان أوده مع مطالب عائلة الغوريلات وقرر وقف قرار الهدم والبدء في ترميم المبنى القديم. عبر بعدها كريستيان غانزر عن سعادته بالقرار، وقال إن الغوريلات صرفوا مبلغ 2000 يورو في ترميم إحدى شقق المبنى، وكانوا على استعداد لترميم 20 شقة أخرى. وطالب الفنان بلدية ميونيخ بوضع هذا المبنى ضمن الإرث التاريخي لمدينة ميونيخ كي لا يجري المساس به مستقبلا.