أهالي مدينة بلنسية يهبون لنصرة مطلقة إسبانية في حماية أطفالها

TT

تجمع قبل أيام المئات من أهالي مدينة بلنسية، (شرق إسبانيا)، أمام دار السيدة إيزابيل مونروس وهي مطلقة ولها ثلاثة أولاد، وأعمارهم 13 عاما وتوأمان 10 سنوات، بعد وصول خبر بقرب تنفيذ أمر محكمة بلنسية القاضي بتسليم أطفالها إلى والدهم المكسيكي. ولم تنفع التقارير الطبية التي قدمتها الأم إلى المحكمة، وهي تقارير صادرة من مستشفى بلنسية تنص على أن الأطفال يعانون خوف العودة إلى والدهم، وأنه من الخطر عليهم أن يكونوا بعيدين عن أمهم.

وعندما اقتربت ساعة الفراق بين الأم وأطفالها الذين يعيشون معها في بلنسية منذ عام 2010، بعد وصول بلاغ من المحكمة بموعد تسليم أطفالها، بدأت تستنجد بالجيران الذين أخذوا يبثون الخبر في أنحاء المدينة، داعين الجميع إلى مساندة الأم في عدم تسليم الأطفال. وبالفعل، احتشدت جماهير غفيرة في الشارع حتى استطاعت صد الشرطة ومنعها من الوصول إلى الأطفال الذين كانوا يصرخون ويبكون، وينادون بأعلى صوتهم بأنهم لا يريدون العودة للعيش مع والدهم في المكسيك، وقد زاد صراخ الأطفال من حماس الجمهور في منع الشرطة من تنفيذ الأمر. وأمام تأزم الموقف لنحو ست ساعات، قرر القاضي تأجيل تنفيذ الحكم.

وقبل ذلك، كانت محكمة مكسيكية قد قررت أن تكون الأم هي الوصية على الأطفال الثلاثة، بعد أن أثبتت أمام المحكمة أن الأب كان يضطهدها ويعاملها بعنف. ثم غادرت المكسيك متجهة مع أولادها إلى مدينة بلنسية عام 2010، فاستغل الأب مغادرة الأم مع الأطفال دون علمه، ليتقدم باعتراض إلى محكمة مدينة بلنسية مطالبا بعودة الأطفال إلى المكسيك، باعتبار أن الأم قد أخرجتهم من المكسيك دون الحصول على إذنه. وقد استغرب محامي الأم، أغناثيو أمات، حكم المحكمة الإسبانية، وذلك أن «قرار الطلاق قد نص على أن الأم لها الحق في أن تختار مكان الإقامة الذي تريد، ولهذا فإن خروجها من المكسيك مع أطفالها قانوني تماما» وأضاف: «في الحقيقة، إن الأب لا يهمه الأطفال وإنما يريد من زوجته أن تعود إليه».

الأب تزوج إيزابيل عام 1995، وهو رجل أعمال وله الكثير من المؤسسات في المكسيك، ثم دب الخلاف بين الطرفين، تقول إيزابيل: «أخذ يعاملني معاملة دونية للغاية، حتى إنه أخذ يسبني ويسيء التصرف معي. بل إن الأطفال بدؤوا يخشونه ويخافون منه لمعاملته السيئة لي»، ولم يكتف بذلك، بل امتدت يده إلى الأطفال أيضا و«أخذ يضربهم ويعاملهم معاملة خشنة». الأم تسعى الآن لتقديم طلب لنقض قرار محكمة بلنسية، وهي في غاية القلق، لكنها مطمئنة لما شاهدته من الموقف الحازم الذي اتخذه الأهالي في الوقوف معها.