فوضى في 17 ألف قطار ألماني بسبب سرقة كابلاتها النحاسية

تأخرت 240 ألف دقيقة العام الماضي

TT

ما عاد بوسع السكك الحديدية الألمانية أن تتفاخر، كما في السابق، بسرعة قطاراتها ودقة مواعيدها، لأن سرقة الكابلات الكهربائية، التي تسير القطارات، أدت إلى إلغاء أو تأخر حركة 17 ألف قطار عام 2012.

وذكر غيرد نويبيك، رئيس قسم الأمن في السكك الحديدية الألمانية، أن «لصوص النحاس» يجازفون بحياتهم يوميا لسرقة كابلات كهربائية يسري فيها تيار كهربائي بفولتية عالية جدا. ولقي لصان حتفهما خلال السنتين الماضيتين وهما يحاولان، في الظلام، سرقة الكابلات. وحسب مصادر نويبيك، فإن الضرر لحق عام 2012 بأكثر من 17 ألف قطار نتيجة سرقة الكابلات. وأدت هذه السرقات إلى تأخر القطارات ما مجموعه 4000 ساعة، أو 240 ألف دقيقة. وارتفعت الخسائر المادية فقط، لمؤسسة السكك، والناجمة عن سرقة النحاس إلى 17 مليون يورو (3.5 مليون في العام الماضي)، لكن الخاسر الأكبر، حسب رأي نويبيك، كانوا زبائن السكك الحديدية الألمانية، لأنهم دفعوا ثمنا غاليا للسرقات جراء ما لحق من تـأخر في أعمالهم ونشاطاتهم.

الخسائر الأخرى، غير المحسوبة، التي لحقت بالسكك تتمثل في اضطرار المؤسسة إلى إلغاء حركة مئات القطارات، ودفع مبالغ تعويضية للركاب. إذ تلتزم السكك الحديدية دفع التعويضات للركاب عند تأخر القطار السريع لزمن يتجاوز 40 دقيقة، بل وصرف أجرة تاكسي لهم أيضا إذا تعذر إيجاد بديل يوصلهم إلى أعمالهم.

تعرضت أملاك السكك الحديدية «النحاسية» إلى 3000 سرقة عام 2012، وكان عددها 2700 في عام 2011، و2500 عام 2010، و1800 عام 2009. ويعود اهتمام «المافيات النحاسية» بهذا المعدن إلى تضاعف أسعاره في السوق العالمية ثلاث مرات خلال العقد الماضي من السنين. والمعتقد أن معظم الكميات المسروقة يجري تهريبها بالبواخر من سواحل بحر الشمال إلى شرق آسيا.