لا تتفوق على مدينة كولون الألمانية، من ناحية معدل الأيام الماطرة في السنة (260 يوما)، سوى مدينة هالة الشرقية التي تمطر فيها السماء 265 يوما في السنة، مع ملاحظة أن هذه الإحصائية لم تشمل الأيام الغائمة (دون مطر).
ولهذا فقد كان شروق الشمس في كولون، بعد شتاء طويل، يوم الأحد الماضي دافعا لآلاف المواطنين للتمتع بحمام شمسي دافئ على المساحات الخضراء في المدينة. وكانت النتيجة هي أن بلدية المدينة اضطرت إلى تخصيص «أسطول» شاحنات خاص لرفع النفايات من هذه المساحات التي يمتد معظمها في قلب المدينة.
وذكرت كوردولا بيكمان، من بلدية المدينة، أن شاحنات النفايات نقلت صباح الاثنين 18 طنا من النفايات ألقاها الناس بعد تمتعهم بالشمس وبشي اللحوم في المناطق الخضراء خلال 6 ساعات من الشمس يوم الأحد. وتركزت معظم هذه النفايات على المساحات الخضراء قرب الجامعة «آخنرفاير» وعلى المساحات الخضراء على ضفة نهر الراين مقابل كاتدرائية كولون الشهيرة (الدوم).
والمشكلة أن سعادة الكولونيين بالشمس أنستهم أبسط مبادئ الحفاظ على البيئة، فكانت براميل القمامة في هذه المناطق نصف ملأى، بينما ترك المحتفلون بالشمس هذه النفايات على الأرض. وكانت البراميل معبأة بنحو أربعة أطنان من النفايات تضاف إلى الأطنان الـ18 على الأرض.
وبلغت تكلفة رفع النفايات عن 30 منطقة خضراء، صباح الاثنين الماضي، أكثر من 600 ألف يورو. لكن تكلفة تخريب المساحات الخضراء، وتلويث البيئة، كانت أكثر حسب رأي زابينة موللر من حزب الخضر في المدينة.
وتولت الشرطة بنفسها توزيع أكياس النفايات مجانا على «عباد الشمس» البشريين، كما حرر المراقبون 30 غرامة مالية ضد ملوثي المساحات الخضراء. وبلغت أعلى غرامة حررت بعد ظهر الأحد الماضي 500 يورو.