إسبانيا تطلب من بريطانيا تسليمها رأسي عمود من العصر الأموي في الأندلس

لم تنجح دار «سوذبيز» في بيعهما لعدم تحقيق السعر المطلوب

رأسا العمود
TT

طلبت إسبانيا مؤخرا من بريطانيا التحقيق في مصدر رأسي عمود يعودان إلى العصر الأموي في الأندلس، لاعتقاد قسم الدراسات التاريخية في الشرطة الإسبانية بأن رأسي العمود قد خرجا من إسبانيا بطريقة غير شرعية.

وكانت دار «سوذبيز» للمزادات في لندن قد أعلنت مؤخرا عن بيع مجموعة من التحف، ومن ضمنها رأسا العمود، مما دعا الشرطة الإسبانية إلى التدخل والمطالبة بوقف البيع، لكن دار «سوذبيز» لم تستجب لطلب إيقاف البيع، وردت بأن القطعتين «كانتا خارج إسبانيا منذ فترة طويلة»، وأنهما تحملان أوراقا رسمية كاملة. كما أن الدار لم تتلق أي «أمر بإيقاف البيع». ولكن عملية البيع لم تتم بسبب عدم تقدم أحد بسعر مناسب أو يفوق الحد الأدنى الذي يطالب به صاحبهما، عند عرضهما للبيع، يوم الأربعاء الماضي.

وقالت الشرطة الإسبانية من جانبها إن رأسي العمود يعودان إلى العصر الأموي في الأندلس، وإن قطعا أخرى مشابهة لهما موجودة في المتحف الاركيولوجي في قرطبة، وفي مدينة الزهراء. وقد أكد أحد أهالي مدينة قرطبة أنه شاهد هذين الرأسين عام 2002 في قرطبة وكانا يستعملان كقاعدة لسندانة زهور في أحد المحلات.

ويبلغ طول الرأس الأول 33 سنتيمترا، ويعود إلى عصر الخليفة الأندلسي الحكم الثاني (915 - 976م)، المعروف بحبه للعلم والذي قام بتوسيع مسجد قرطبة. وقد نحتت على الرأس أوراق نباتية. أما الثاني فيعود إلى الفترة بين القرن العاشر والحادي عشر الميلاديين، ويبلغ طوله 21 سنتيمترا.

وكان صاحب القطعتين قد طلب في الأولى 50 ألف جنيه إسترليني، وفي القطعة الثانية 20 ألف جنيه إسترليني.

ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان مطالبة إسبانيا بريطانيا، بإعادة خمس قطع خشبية سرقت من مسجد قرطبة بشكل غامض، ثم تم عرضها، بعد فترة، في دار «كريستيز» في لندن للمزاد، وأدى تدخل الشرطة الإسبانية إلى رفع القضية إلى المحاكم، وإيقاف عملية البيع لعامين، لكن إسبانيا فشلت في استعادتها، وبيعت القطع بعد ذلك عام 2008.