فراشي أسنان كهربائية غالية، ومعاجين أسنان بالفلوريد المضاد للتسوس، وسوائل غرغرة، وثقافة صحية عالية، لكن كل ذلك لا يحمي أسنان الألمان من التسوس. والمستفيد، قبل غيرهم، هم أطباء الأسنان الذين يعتبرون الأعلى دخلا بين الأطباء.
وجاء في تقرير لجامعة ينا الطبية (شرق) أن أطباء الأسنان في ألمانيا يحشون 50 مليون سن نخرها التسوس كل سنة. وهذا رقم عالٍ بالطبع مقارنة مع عدد نفوس الألمان البالغ 81 مليون نسمة. واعتمدت الجامعة في تقريرها على إحصائية نقابة أطباء الأسنان في ألمانيا.
تم طرح هذه المعلومات في المؤتمر الطبي الرابع لصحة الفم والأسنان في فايمار. وأضاف تقرير جامعة ينا أن التسوس يلحق 15 سنا من أسنان الألماني كمعدل وهو في سن تتراوح بين 35 - 44 سنة. وهذا يعني أن العلاج الطبي، مثل الحشوات أو الجسور، أو زراعة الأسنان... إلخ، تلحق 90 في المائة من أسنان الشخص خلال حياته.
ناقش المؤتمر قضية إيجاد المواد الطبيعية البديلة في طب الأسنان، والتخلي عن الحشوات التي تحتوي على الزئبق. ويفضل معظم الألمان اليوم الحشوات المصنوعة من السيراميك الخاص، والجسور المصنوعة من هذه المادة، التي تشبه لون الأسنان الحقيقية. وأطلق المؤتمر حملة «الفك النظيف» في المدارس، وهي حملة لحماية أسنان الأطفال من التسوس. الدراسة التي قدمتها جامعة الزار، في مدينة زاربركن، توصلت إلى أن الفلور مهم جدا للأسنان، ولكنها معلومة ليست جديدة. الجديد هو أن الفلور لا يتسلل، كما هي القناعة السائدة، بعمق إلى داخل الأسنان كي يقوي مادتها ضد التسوس، وإنما يجرد البكتيريا المسببة للتسوس من قدرتها على الالتصاق على أغلفة الأسنان.