الرحلة إلى المريخ ستزيد مستوى تعرض الرواد للإشعاع

تتعدى المستويات الأميركية الراهنة

TT

أعلن علماء أميركيون أن مستويات الإشعاع التي سجلها المسبار كيوريوسيتي التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) تظهر أن رواد الفضاء سيتعرضون على الأرجح إلى مستويات إشعاع تفوق المستويات الأميركية الراهنة خلال رحلة ذهاب وعودة من كوكب المريخ.

وكان المسبار قد هبط على الكوكب الأحمر في أغسطس (آب) الماضي للبحث عن أي بيئة يمكن أن تكون دعمت وجود حياة على المريخ من قبل.

وتشير النتائج التي جمعها المسبار خلال ثمانية أشهر في المريخ إلى أن رواد الفضاء سيتعرضون إلى جرعة من الإشعاع تصل إلى 660 ملليسيفرت من الإشعاع خلال رحلة ذهاب وعودة إلى الكوكب الأحمر تستغرق 360 يوما وهي أسرع رحلة متاحة الآن بالصواريخ الراهنة.

والسيفرت هو وحدة لقياس جرعة الإشعاع المكافئة وهو يترجم مدى تأثير الإشعاع على المادة الحية وحيوية الجسم.

وقياس الإشعاع هذا لا يتضمن أي فترة مكوث على سطح الكوكب.

وتقول ناسا إن خطر إصابة رواد الفضاء بالسرطان تزيد بنسبة ثلاثة في المائة وهذا يترجم إلى تعرضهم لجرعة من الإشعاع تتراوح بين 800 و1200 ملليسيفرت، كما يعتمد على السن والجنس وعوامل أخرى.

وقال ريتشارد ويليامز كبير مسؤولي الطب في ناسا للجنة الطبية لأكاديمية العلوم الوطنية يوم الخميس «حتى بالنسبة لأقصر المهام في المريخ نحن نقترب بشكل خطير من الحدود المتعلقة بالإشعاع والصحة التي وضعناها لروادنا». ويتعرض رائد الفضاء الذي يعيش ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية التي تحلق فوق الأرض على ارتفاع نحو 400 كيلومتر لجرعة تصل إلى نحو مائة ملليسيفرت.

وإجراء أشعة سينية معتادة على البطن يولد نحو عشرة ملليسيفرت.

وبطلب من «ناسا» تدرس لجنة معهد الطب المعايير الأخلاقية والصحية للتعرض للإشعاع لفترات طويلة خلال رحلات الفضاء.

وقال إدوارد سيمونز المسؤول عن الإشعاع والصحة في رحلات الفضاء في مركز جونسون للفضاء في هيوستون خلال مؤتمر هاتفي مع الصحافيين في وقت لاحق: «نحن ننظر إلى معيار الثلاثة في المائة وتطبيقه على المهام الاستكشافية. الخلاصة اليوم هي أننا سنتخطى الحدود التي وضعناها». وتبحث «ناسا» أيضا في تقنيات بديلة للدفع النفاث تسرع الرحلة إلى المريخ وفي أنواع مختلفة من دروع الحماية لسفن الفضاء.