تستعد مكتبة الأزهر الشريف في القاهرة لاستقبال مخطوطة نادرة من القرآن الكريم نجح في إيقاف بيعها في مزاد علني بفرنسا. وقال الشيخ محمد عبد القادر رئيس مكتبة الأزهر، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يجري حاليا استكمال الإجراءات القانونية اللازمة لتتسلم المخطوطة التي سيتم وضعها على أحد الأرفف بجوار المخطوطات والمصاحف النادرة التي يبلغ عددها بالمكتبة 34 ألف مخطوط يرجع تاريخها إلى القرن الثالث الهجري وما بعده»، مضيفا: «المخطوطة ليست فقط وثيقة تاريخية، بل قيمة روحية وثقافية بالنسبة للمسلمين».
وأعلنت مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة مساء أول من أمس، استعادة مخطوطة نادرة من القرآن قبل قيام إحدى دور المزادات ببيعها في 9 يونيو (حزيران) بمنطقة فونتينيلو في فرنسا. وأكدت المشيخة أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر طالب المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» بإيقاف المزاد العلني الذي كان من المفترض فيه بيع مخطوطة من القرآن نهبت من الأزهر من قبل المستشرق جان جوزيف مارسيل الذي رافق الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، بعد قصف الجامع الأزهر من قبل قوات نابليون بونابرت واشتعال النار فيه.
وأشارت المشيخة إلى أن «الإيسيسكو» أكدت أن هذه المخطوطة النادرة للقرآن الكريم «وقف أزهري نادر وجزء مهم وغال من التراث الإسلامي، ولا يجوز بيعه ولا إهداؤه أو التصرف فيه بأي شكل من الأشكال». وأضافت المشيخة أن «الإيسيسكو» طالبت السلطات الفرنسية بالتدخل لمنع هذا المزاد وإعادة المخطوطة المنهوبة إلى الأزهر الشريف مالكها الأصلي.
ويذكر أن المخطوطة القرآنية تضم أولى سور القرآن الكريم وتقع في 47 صفحة باللغة العربية، وتقدر قيمتها ما بين 10 آلاف و15 ألف يورو.