10 آلاف باريسي يلبون دعوة «العشاء بالأبيض»

احتفظوا سرا بمكان المناسبة حتى اللحظة الأخيرة

توزع الحضور في موقعين رئيسين هما الساحة المقابلة لهرم «اللوفر» والحدائق المحيطة بنافورة تركاديرو المواجهة لبرج إيفل
TT

احتفلت فعالية «عشاء بالأبيض»، مساء أول من أمس، بالذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقها من باريس وانتشارها في مدن وعواصم عالمية كثيرة. وبفضل التواصل عبر المواقع الإلكترونية المستحدثة، لبى الدعوة، هذا العام، أكثر من 10 آلاف شخص توزعوا في موقعين رئيسين هما الساحة المقابلة لهرم «اللوفر» والحدائق المحيطة بنافورة تركاديرو المواجهة لبرج إيفل. ولم تتمكن السلطات من اكتشاف مكاني العشاء حتى الساعة الأخيرة.

ومنذ ربع قرن، يحرص حشد من سكان باريس وضيوفها على تنظيم عشاء في الهواء الطلق، تجري الدعوة له في إطار من السرية لأنه يقام دون رخصة رسمية في أحد المواقع السياحية البارزة من العاصمة. والشرط الوحيد للاشتراك هو أن يرتدي المشاركون الثياب البيضاء وأن يحضر كل منهم طعامه معه. ولا يكتفي كثيرون من المشاركين بافتراش الأرض لتناول الطعام بل يحضرون معهم كراسيهم وطاولاتهم النقالة التي ينصبونها في المكان.

خطرت الفكرة، عام 1988، في رأس شاب فرنسي يدعى فرانسوا باسكييه وعدد من رفاقه، كانوا يحلمون بحفلة عشاء كبيرة في الهواء الطلق تقام مع قدوم الربيع، على شكل نزهة «بيك نك» يتبادل فيها الباريسيون التعارف والوقت اللطيف، على أن ينفضّ اللقاء مع انتصاف الليل. وسرعان ما نجحت الفكرة وجرى تقليدها عبر العالم، لا سيما وأن المشاركين فيها يحرصون على الالتزام بالنظام في إطار من تقاليد فرنسية عريقة تحتفي بالعيش وترفعه إلى مقام الفن.